/ صفحه 366/
و نحن حينما نتكلم عن الطوائف، إنما نعني تلك التي تتفق في الاصول من أهل السنة والشيعة ولا دخل لنا بالطوائف التي لا وجود لها إلا في كتب الملل والنحل أو التي تختلف فيالاصول، فأتباعها في نظرنا ليسوا بمسلمين، وإذا كان هناك غلاة فنحن أول من نحكم بكفرهم.
إن إله المسلمين واحد، ونبيهم (صلّى الله عليه وآله وسلّم) واحد، وكتابهم ولله الحمد لا يختلف على حرف منه مسلم شيعي ولو في أقصى الصين، مع مسلم سنى ولو في أقصى المغرب. وهم جميعاً يتجهون في صلواتهم إلى قبلة
واحدة، ويحجون إلى بيت واحد، ويؤتون الزكاة ويؤمنون بالغيب والملائكة والنبيين واليوم الاخر وغير ذلك من العقائد التي لسنا بصدد حصرها، ورغم ذلك كله فإن التباعد بينهم ـ وهم أبناء الدين الواحد، وأصحاب العقيدة الواحدة ـ يزيد أحيانا على التباعد بين أبناء دينين مختلفين، بل يزيد على التباعد بين المؤمنين والملاحدة في بعض الاحيان .
إنها لمأساة عجيبة أن يعيش 400 مليون من المسلمين في قطيعة وتدابر وهم أبناء ملة واحدة، وسكان بقاع من الارض متجاورة إنها لمأساة عجيبة حقاً تدعو كل غيور إلى التفكير الجدى، وتدفع كل قادر إلى السعي الحثيث والعمل الدائب لتخليص هذه الأُمة المسلمة من التقاطع والتدابر، ومن الذل والهوان.
من هنا جاءت فكرة التقريب، وظهرت جماعة التقريب، لا لتوحد المذاهب، ولا لتصرف أي مسلم عن مذهبه، ولا لتحجر على التفكير، وإنما جاءت لتذكر المسلمين جميعاً بالنقط الوفاقية عندهم، وهي كثيرة، وهي الاصول لحسن الحظ، ولتوجد التعارف بين الطوائف باطلاع كل طائفة على ما عند سواها فإن رأت الحق بجانب أختها احترمتهٌ وإن لم تقتنع بما ثبت عند سواها عذرتها فيه
و كانت هذه الجماعة واقعية لا تتجاهل الخلافات ولا تتغافل عما يصعب علاجه، ولا تخشي مواجهة الحقائق، ولا تجامل طائفة على حساب أخرى، فهذا سبيل من لا يثق بنفسه أو من يشك في صحة دعوته ولسنا كذلك ولله الحمد