/ صفحه 368/
و كان لزاماً علينا أن نفكر ونستقصي ونستمع إلى تعليل غيرنا، لعدم نجاح مؤتمراتنا الماضية في الوقت التي كانت تنجح فيه المؤتمرات في غير بلادنا؟
كان ذلك لزاما علينا لنفيد منه، ولا نقع في مستقبل أمرنا فيما وقع فيه من قبلنا.
قالوا: ماالسبب؟
أهو كثرتها؟
أهو قلة المؤتمرين فيها؟
أهو عدم الدقة في انتخاب الاشخاص فغالباً ما يكون المؤتمرون غير منسجمين لما بينهم من اختلاف في التفكير وتفاوت في المركز، وتباين في التمثيل.
أهو أن تلك المؤتمرات تعودت إصدار قرارات جزافية لم يسبقها البحث والتنظيم، أو غير عملية لم يراع وقت صدورها إمكان التنفيذ؟
وقلنا بدورنا: هذه كلها أسباب صحيحة، ولكن وراءها جميعاً سبباً آخر له تأثيره وله خطره هوالطائفية... وقى الله الدعاة إلى الوحدة الإسلامية العالمية شرها.
فهناك اختلاف في الرأي نشأ عنه مذهبان رئيسيان قديمان. مذهب أهل السنة، ومذهب الشيعة. وهما رغم اتفاقهما في الاصول، ورجوع كليهما في الاحكام إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم، إلا أن الاختلاف حول الخلافة والامامة وكونها بالنص أو بالأنتخاب، وأن في الكتاب والسنة ما يثبت هذا أولا، أوجد تلك الطائفتين.
وكان بالامكان أن يبقي الخلاف في دائرته المحدودة، لولا حكام السوء؟؟؟ الظالمين الذين ابتدعوا العنف: العنف في الكتابة، والعنف في الجدل، والعنف في التعصب، ثم التوسل بالاتهام والطعن، فضلا عن الحروب الدامية، والفتن العمياء، هذا مضافا إلى النعرة المفرقةالتي جدت أخيراً ـ وكم كنا في