/ صفحه 332/
معني فرقناه بيناه للناس بنصوع مصباحه، وشدوخ أوضاحه حتى صار كمفرق الرأس في وضوح مخطه، أو كفرق الصبح في بيان منبلجه.
و قال عند تفسير الآية 44 / يوسف "قالوا أضغاث أحلام": هذه أبلغ استعارة، وأحسن عبارة، لان أحد الاضغاث ضغث، وهو الخليط من الحشيش المضموم بعضه إلى بعض فشبه سبحانه اختلاط الاحلام باختلاط الحشيش
المجموع من أصناف كثيرة.
و قال عند تفسير الآية 6 / المزمل "إن ناشئة الليل هي أشد وطأ": المراد بناشئة الليل ما ينشأ فعله أي يبتدأ به من عمل الليل، ومعني أشد وطأ في قول بعضهم: أشد مواطأة، وهو مصدر يقال واطأه مواطاة ووطاء أي يوطىء فيها السمع القلب واللسان العمل لقلة الشواغل العارضة، واللوافت الصارفة، ولان البال فيه أجمع، والقلب أفرغ.
نكتفي بهذا المقدار، وفيه الدلالة الوافية على أن لغة القرآن العظيم أسراراً جحة كأسرار الطبيعة لا يحصيها العد، ولو قيض الله سبحانه لها أذهانا ثاقبة، وقرائح نافذة كما هيأللطبيعة عقولا نيرة لتغير فهم اللغة العربية، كما تغير فهم الكون، لو أتاح لهذه اللغة من يكشف عن كنوزها ودقائفها لظهر للأجيال أن لغة القرآن من أغني اللغات وأغزرها مادة، وأنها لا تضيق عن معني الحضارة وأشيائها، وإن بلغت أرقي أحوالها، وأعلى درجاتها
محمد جواد مغنية
* * *
أمة واحدة:
هذا هو عنوان مقال جيد كتبه الأستاذ العلامة الشيخ عبدالله القلقيلي، وهو من علماء السنة الاعلام في مجلة (العرفان) الغراء بين فيه أن الخلاف أمر يكاد يكون طبيعياً، وأنه لا ينبغي أن يفضي بالمسلمين إلى أن يكونوا طرائق قددا لان العبرة بالاصول الدينية وهي متفق عليها، وكان مما ختم به هذا المقال قوله: "أهل السنة إنما هم شيعة في إجلال أهل البيت وتعظيمهم ومعرفة حقهم،