/ صفحه 331/
قال المؤلف في تفسير الآية 19 / الجن "و أنه لما قام عبدالله يدعوه كادوا يكونون عليه لبدا": اللبد هنا كناية عن الجماعات المتكاثرة التي تظاهرت على النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، واجتمعوا عليه متأليين، فكانوا عليه كلبد الشعر، وهي طرائفه وقطعه التي يركب بعضها بعضاً، واحدتها لبدة، ومنه قيل لبدة الاسد، وهى الشعر المتراكم على منكبيه، و
ـــــــــــ
1- هو أبو الحسن محمد بن الحسين بن موسى بن محمد بن موسى بن إبراهيم ابن الإمام موسى الكاظم عليه ا لسلام; أخو الشريف المرتضى ـ توفى سنة 406 هـ .
هذا أبلغ ما شبهت به الجموع المتعاضدة، والاحزاب المتألفة.
و قال في تفسير الآية 43 / الرعد "أولم يروا أنا نأتى الارض ننقصها من أطرافها": المراد بنقص الارض موت كرامها، وتكون الاطراف هنا جمع طرف بكسر الطاء، لا طرف بالفتح، والطرف هو الشيء الكريم، ومنه سمي الفرس طرفا إذا كان كريما.
وقال في تفسير الآية 48 / سبأ "قل جاء الحق، وما يبدىء الباطل وما يعيد": الإبداء والاعادة يكونان في القول وفي الفعل، أما في الفعل فقوله سبحانه: وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده، وأما في القول فقولهم سكت فلان فلم يبد ولم يعد، والابداء الحال الأولى، والاعادة الحال الأُخرى، وهاتان الصفتان لا يوصف بهما الباطل إلا على طريق الاتساع والمراد أن الحق قوى وظهر، والباطل ضعف واستتر، ولم يبق له بقية يقوى بها.
وقال عند تفسير الآيه 76 / الكهف "فوجدا فيها جداراً يريد أن ينقض": إن الإرادة على حقيقتها لا تصح على الجماد، والمعني يكاد أن ينقض، لإنه لما ظهرت فيه أمارات الانقضاض من ميل بعد انتصاب، واضطراب بعد ثبات، حسن أن يطلق عليه إرادة الوقوع على طريقة الاتساع، ويأتي في كلامهم كاد بمعنى أراد، وأراد بمعنى كاد، وجاء في القرآن "كذلك كدنا ليوسف" أي أرد ناليوسف، وقوله سبحانه "إن الساعة آتية أكاد أخفيها": معناه على أحد الاقوال أريد أخفيها.
وقال عند تفسير الآية 107 / الاسراء "و قرآنا فرقناه لتقرأه على الناس".