/ صفحه 330/
و آمل أن يحالفنا النجاح، وأرجو إعفائي من شرح خططنا الآن فهي ماتزال اقتراحات لم يبت بعد في شأنها.
* * *
تلخيص البيان في مجازات القرآن:
نقرأ في كتب التاريخ والتراجم أسماء مؤلفات في موضوعات شتى لمشاهير العلماء والادباء القدامى. ومن المعروف أن قسما كبيراً من هذه المؤلفات قد أبادته الحوادث، وحالت بيننا وبين أروع ما أنتجه الفكر العربي في عصر التمدن الإسلامي.
وكان يظن أن من جملة ما فقد كتاب "تلخيص البيان في مجازات القرآن" للشريف الرضى (1) ولكن تبين أخيراً أن إحدى المكتبات القديمة في إيران تحتفظ بنسخة منه، ويرجع تاريخها إلى القرن الخامس الهجرى، ومن حسن الصدف أن تقع هذه النسخة في يد السيد الجليل محمد المشكوة، فسعى جاهداً لنشر الكتاب، فطبع ألف نسخة بالصورة الفو تغرافيه، فجاءت النسخ كما هي في الاصل، واشترط الناشر أن توزع ا لنسخ مجانا على من يستحقها، ورجا من تصل إلى يده نسخة، وأراد بيعها أن يدفع ثمنها لمن لا يكون كذابا، ولا تاركا للصلاة.
إن قارى ء هذا الكتاب ليزداد اعتقاداً بمرونة اللغة العربية، ومطاوعتها في تقلب الاساليب وتعدد أنواعها، وما يتفرع على مفرداتها، وأنها تكافي ء حياة أهلها مهما كثرت أغراض هذه الحياة. إن ألفاظ كل لغة محدودة. أما المعانى فهي كالحياة لا تكاد تتناهي، ولكن اللغة الحية تنمو وتسير مع التطور. وتشايع كل جديد، وكتاب مجازات القرآن يقيم الدليل على أن اللغة العربية لغة نامية بما فيها من ثروة الاوضاع، وروائع الاسرار. وننقل طرفا يسيراً من الكتاب إلى القراء ليعرفهم عن نفسه بنفسه .