/ صفحه 329/
ج: هذا صحيح:... لان المسجد في الإسلام مهمته تبليغ الدعوة، فإذا أصبح متحفاً كالمتاحف، يزوره الزائر فلا يسمع من رائده سوى وصفه لسجاده الكاشاني، وهندسته العربية، وصناعة منبره، و. طلاء جدره. ثم لا يسمع شيئا عن العقيدة الإسلامية فإنه لا يؤدى رسالته. لقد زرت هذا المسجد في رحلتى الاخيرة مرتين، وفي كل مرة كنت أجد جمعاً من السياح من مختلف بلاد العالم، وكلهم يحب الاستطاع. وكان رائدنا ـ وهو من خدم المسجد ويلبس طربوشا ـ يسرد على مسامعنا ما ذكرت، ثم يختم كلامه بهذه الجملة العجيبة: "و هذا المكان تقام فيه صلوات المحمديين" .
وظننت في المرة الأولى أن المصادفة وحدها أجرت على لسانه ذاك الحديث، ولكنى في الزيارة الثانية سمعت منه نفس الكلام ونفس الخاتمة، فاعترضت عليه باللغة العربية فألفيته لا يعرفها، فخاطبته بالفرنسية وأفهمته أن واجبه التحدث إلى هؤلاء السياح عن بعض نواحي الإسلام، أو على الاقل إعطاؤهم فكرة عن الصلاة التي ذكر أنها تقام فيه.
هذا ما جعلني ألفت نظر القائمين على أمر المسجد إلى أنه ليس متحفاً، وإنما هو مركز رسالة يتحتم أداؤها، ولكني لم أجد فيهم سميعا فصممت على العمل من جانبي لإكمال هذا النقص بأية طريقة.
وبهذه المناسبة أذكر أن الجالية الإسلامية في همبورج بألمانيا أعدت مشروعا لبناء مسجد فيها يتكلف مئات الالوف، وراجعوني في هذا الأمر فنصحتهم بوجوب الاهتمام بإقامة مسجد ينشر الدعوة الإسلامية ويعرف بالاسلام هناك لا أن يكون مبني شكليا لا روح فيه. وقد أيد رأيي هذا ما رأيته من تقصير في مسجد باريس، ونرجو أن يكون في اتصالنا بهم ما يساعد على تحقيق هذا الامل.
س: هل تقومون بنشاط في ألمانيا بعد ما كونتم رأيا عن المجتمع هناك؟
ج: لقد بدأت اتصالاتي بخصوص هذا الأمر إثر رجوعي من ا لسفر،