/ صفحه 292/
بل هو فطرى في الانسان وفي ا لجماعة الانسانية، وإذن فرض الجهاد كوسيلة لرده أمر مستمر.
هذه الوسائل التي استعان بها المستعمر الغربى لخلخلة القوة الروحية في الشرق الإسلامي لا بد أن توجد حولها جدلا، أخذاً ورداً، ولا بد أن يخلق الجدل حولها اتجاهات أخرى في فهم الإسلام وتعاليمه، وفي تفسير القرآن الكريم وسنة
رسوله الصحيحة. وربما يكون بعض هذه الاتجاهات ضربا من ضروب التحريف أو الانحراف عن الفهم الصحيح لرسالة الإسلام.
فتشكيك المبشرين في العقيدة الإسلامية كان له صدى في مجال الفهم والتفهم للاسلام، والعمل على زيادة الفجوة بين بعض المذاهب الإسلامية القائمة وبعض كان له دافعون ومدافعون بأسم الإسلام والتعاليم الإسلامية.
و إيجاد جو من التوتر بين قديم الشرق وحديث الغرب في الثقافة لا بد أن يوحى بنوع من التعصب العقلى بين فريقين متقابلين، أحدهما للقديم والآخر للجديد، وربما يأتي بفريق ثالث يحدد مهمة بالتوفيق بين الطرفين. وفي كل هذا لا يقوم التعصب العقلي لدى كل من الفريقين المتقابلين، ولايقوم التوفيق كذلك عند الفريق الثالث إلا على ادعاء نمط من الصلة بالاسلام وأخذ الحجة منه.
و قيام بعض المذاهب الإسلامية التي يعارض بعض ما تنادى به بعض الأُمور المقررة في الإسلام لا يمردون أن يثير مناقشة عقلية له أو ضده، تزداد بمرور الزمن، ويتسع نطاقها كلما دخل دائرة النقاش جديد من التابعين أو المعارضين.
و إذن العامل الثالث وهو الاستعمار الغربي ساهم مساهمة فعالة في نمو الدراسات الإسلامية كما ساهم في تعقيد بعض المشاكل الدينية وفي زيادة الفرقة بين المسلمين، وفي إحداث بعض الاتجاهات التي قد تتعارض معارضة واضحة مع الإسلام، ومن الأسف أنها تضم إلى مذاهب المسلمين.