/ صفحه 287/
تنتمى في أصلها إلى بعض تعاليم الإسلام، أو التي هي من أصل أجنبى عنها، ويذكر ذلك كله على أنه العناصر التي تكونت منها صورة الحياة الثقافية في وقته، وهو القرن السادس الهجرى، أو الثالث عشر الميلادى.
نمو مطرود في التراث الثقافى الإسلامي، وتنوع متزايد في الاتجاهات في الحياة الثقافية للجماعة الإسلامية، وتعقيد متواصل لحلول المشاكل، وإغراق في الجدل النظرى حول شرح هذه المشاكل، وتفتيت مستمر لوحدة الجماعة، ونفرة واضحة في الخصومة بين أحزابها وشيعها.
كل ذلك يرسم لنا الخطوط العامة التي تميزت بها الجماعة الإسلامية بعد دخول الثقافة الاجنبية فيها واشتبا كها مع الثقافة الاصيلة والتوجيه الاصيل فيها، وهي ثقافة الإسلام، وتوجيه كتاب الله.
كل ذلك يرسم لنا الخطوط العامة التي تميزت بها الجماعة الإسلامية بعد دخول الثقافة الاجنبية فيها واشتبا كها مع الثقافة الاصيلة والتوجيه الاصيل فيها وهي ثقافة الإسلام، وتوجيه كتاب الله .
و أنت ـ بعد أن وضحت هذه الصورة في الجماعة الإسلامية وأصبحت طابعاً لها فترة طويلة يردد فيها العقل النظرى لعلماء المسلمين هذه المذاهب والاتجاهات السابقة، ويخاصم فيها هؤلاء العلماء بعضهم بعضاً، غير ملتزمين في بعض الاحيان طريق الجدل العلمي في الخصومة العلمية، ويبرز فيها العقل العملى للمسلمين شعائر وعادات قد تباين منهج المسلمين الأول في سلوكهم ومعاملاتهم.
و قد ارتفع في هذا المجال صوت باحث عد غريباً عن أصوات البقية الباقية، هو صوت ابن تيمية في آخر القرن السادس الهجرى أو في القرن الثانى عشر الميلادى.
ارتفع هذا الصوت بالثورة على الوضع القائم للمعرفة في وقته، وعلى الاسلوب الذي تعالج به، وعلى طريقة التفكير، وندد بمذاهب التوجيه المختلفة التي كانت معروفة على عهده، وأوضح آثارها السلبية على الإسلام نفسه، وعلى الجماعة الإسلامية، ورسم طريق الخلاص من هذه المجال صوت باحث عد غريباً عن أصوات البقية الباقية، هو صوت ابن تيمية في آخر القرن السادس الهجرى أو في القرن الثانى عشر الميلادى.
ارتفع هذ الصوت بالثورة على الوضع القائم للمعرفة في وقته، وعلى الاسلوب الذي تعالج به، وعلى طريقة التفكير، وندد بمذاهب التوجيه المختلفة التي كانت معروفة على عهده، وأوضح آثارها السلبية على الإسلام نفسه، وعلى الجماعة الإسلامية، وربط بينها وبين حال الذلة والضعف التي آل إليها المسلمون في ذلك الوقت، ورسم طريق الخلاص من هذه الحال بوجوب الرجوع إلى طريقة السلف ـ وهم الجماعة الأولى ـ في فهم الإسلام. وهذه الطريقة الاخذ بالقرآن على نحو ما أخذ به السلف في وقتهم، والحيطة في تقبل الاحاديث، وتضييق