/ صفحه 271/
فوجدناه مفتوحا، وقد حفه الخدم والاعوان منزعجين، ما بين كناس وفراش، ومتأهبين الانتظار أبي إبراهيم(1)
* * *
ولقد بقي الاشتغال بالفلسفة والتنجيم محرما في بلاد الاندلس بأمر الفقاء إلى أواخر القرن السادس، إذ اشتغل بها أبو
ـــــــــــ
1- نفح الطيب ج 1 ص 176 طبعة أزهرية.
يعقوب بن عبدالمؤمن على يد الفيلسوف ابن رشد وأستاذه ابن طفيل.
* * *
وعلى الرغم من أن للشعراء في النفاق رخصة، لم تتح للفقهاء، وهي أن ممدهم الخيال، وأن أعذب كلامهم أكذبه; فقد أبي الكثير الطيب منهم أن ينزل إلى مستوى الامعات والاتباع، ينشدون المنافع، ويتطلبون مناعم العيش:
هذا الفرزدق يجبه عاهل بني أمية بقوله:
أيحبسني بين المدينة، والتي * * * إليها قلوب الناس يهوى منيبها
يقلب رأسا لم يكن رأس سيد * * * وعينا له حولاء باد عيوبها
و هذا عبيدالله بن قيس الرقيات يقول في صراحة صارخة:
أنا عنكم بني أمية مزور * * * ر، وأنتم في نفسى الاعداء
إن قتلي بالطف قد أوجعتئي * * * كان منكم لئن قتلتم شفاء!
و هذا دعبل الخزاعي، يصرخ في وجه عيهور بنى العباس: المأمون بقوله:
إني من القوم الذين سيوفهم * * * قتلت أخاك وشرفتك بمقعد
شادوا بذكرك بعد طول خموله * * * واستنقذوك من الحضيض الاوهد
* * *
و هذا الشريف الرضي، يواجه الخليفة العباسي بقوله:
مهلا ـ أمير المؤمنين ـ فأننا * * * في دوحة العلياء لا نتفرق