/ صفحه 204/
يرى الشيخ عبد القاهر أن معرفة أسرار الاعجاز ممكنة، وأن دراسة البيان هي الوسيلة لهذه المعرفة (فإذا كنت لاتشك في أن لا معنى لبقاء المعجزة بالقرآن إلا أن الوصف الذي له كان معجزاً قائم فيه أبداً وأن الطريق إلى العلم به موجود، إلا أن الوصف الذي له كان معجزاً قائم فيه أبداً وأن الطريق إلى العلم به موجود، والوصول إليه ممكن، فانظر أي رجل تكون إذا أنت زهدت في أن تعرف حجه الله تعالى واثرت فيها الجهل على العلم وعدم الاستبانه على وجود جودها وكان الثقلنيذ ؟؟؟ فيها احبٌ إليك والتعويل على علم غيرك آثر لديك)(1)
ويرى السكاكي أن معرفة أوجه الاعجاز عن طريق الدراسة أمر غير ممكن (نعم للبلاغة وجوه متلثمة ربما تيسرت اماطة

ـــــــــــ
1- دلائل الاعجاز ـ فاتحة المصنف في مكانة علم البيان، ص 8 ط دارالمنار سنة 1366 هـ .
اللثام عنها، لتجلي عليك، أما نفس وجه الاعجاز فلا) ولكل من هذين العالمين الجليلين أنصار ومشايعون.

المعرفة والادراك:
لقد طال القول في إمكان معرفة الاعجاز، وعدم إمكانه، وأطال الشيخ عبدالقاهر، وفصل القول تفصيلا في رأيه وأصر السكاكي في أكثر من متناسبة على أن هذه القواعد ليست الطريق لمعرفة أسرار الاعجاز، ثم رأيت كلاما أعجبنى للعلامة ابن خلدون، وهو كلام جديد، لعله كذلك وسط بين الرأيين، رأيته يفرق بين المعرفة وبين الادراك، ويرى أن معرقة الاعجاز ممكنة عن طريق دراسة البلاغة، أما إدراكه فغير ممكن عن طريق هذه الدراسة: "واعلم أن ثمرة هذا الفن إنما هو في فهم إعجاز القرآن... وهذا هو الإعجاز الذي تقصر الافهام عن إدراكه، وإنما يدرك بعض الشى ء منه من كان له ذوق بمخالطة اللسان العربي، وحصول ملكتة، فيدرك من اعجازه على قدر ذوقه" .
ويمكن بسهولة أن نفرق بين المعرفة والادراك، ونضرب لذلك مثلا بدراسة العروض، فبعض الناس يعرف سلامة البيت واعتلاله عن طريق هذه الدراسة،