/ صفحه 185/
ولكن عند ما يزوره الزائر يدرك أن عدم إتمام بناء هذا المركز ومسجده يشبه إلى حد كبير خيبة الامل في إنقاذ فلسطين:
فمن أجل المركز الثقافي الإسلامي اشترك في تنفيذه جميع حكومات البلاد الإسلامية حتى تركيا، ومع ذلك لم يتم، وفي حرب فلسطين اشتركت جميع حكومات البلاد العربية، ومع ذلك لم تنقذ فلسطين.
و هذا المظهر في عدم إتمام المركز الثقافى بواشنطن يدل مرة أخرى على أن تكتل المسلمين إن اتجه إلى الارهاب لا يرهب، وإن انجه إلى الانتاج والاثمار لا ينتج ولا يثمر.
الدكتور محمد حب الله يعيش في هذا البناء وحده، يدرك كما أدرك أنا، أنه كان يمكن أن يكون لهذا المركز نشاط أكاديمي في الاتصال بالجامعات الامريكية ومعاهد الدراسات الإسلامية فيها: يكون حلقة الاتصال بينها وبين علماء البلاد الإسلامية إذا مارغبت إحدى هذه الجامعات في استقدام عالم أو أكثر من العلماء المشتغلين بالدراسات الاجنبية، يكون المعقب والناقد لما تخرجه هذه الجامعات من كتب عن الثقافة الإسلامية.
وكان يمكن أن يكون لهذا المركز نشاط تعليمي إسلامي وعربي لابناء المسلمين إما عن طريق المدارس المتنقلة، أو عن طريق فصل دراسي وقت عطلة المدارس الامريكية يقام في المركز نفسه لا بناء المسلمين في أنحاء الولايات المتحدة.
وكان يمكن أن يكون لهذا المركز نشاط توجيهي لطلاب البعثات الحكومبين وغير الحكوميين من العرب وغيرهم من المسلمين ممن يفدون على الولايات المتحدة يتعلق بالثقافة الإسلامية وبآراء الإسلام في الحياة، والحضارة، والاسرة،
والمجتمع، والعلاقات الخارجية. وغير ذلك من الموضوعات التي يتعلق بها الطالب الامريكي، والمجتمع الامريكي، والتي كان توضيحها يخلق جواً لمصر والبلاد الإسلامية في هذه الولايات، لا تستطيع الدبلوماسية للدول الإسلامية هناك أن تكونه.
كنت أفهم أن مصر يمكنها عن طريق المركز الثقافي الإسلامي بواشنطن أن تلغى وظيفة الملحق الثقافي بالسفارة المصرية، ووظيفة مدير إدارة البعثة المصرية من الطلاب في السفارة المصرية أيضاً، حتى يتركز التوجيه في إشراف واحد،