/ صفحه 183/
المساواة في المعاملة، والدعوة إلى العمل الايجابى في الحياة، وكان الإسلام في نظرهم مركز التوفيق بين شعورهم النفسي الداخلي، وما تفرضه سنة الحياة الامريكية من وجوب السعي فيها والانتاج المثمر المستمر.
يحدثني أحد الملونين في كليفلاند وهو إمام الجالية الإسلامية الملونة فيها: أنه لا يجد عناء في إقناع الملونين بالاسلام رغم أن معرفته بالاسلام قليلة، وقد أخذه عن أحد أصوله من الصوماليين، ويبدى أن السبب في يسر إقناع الملوتين بالاسلام بساطته في تأدية أنواع العبادة، وفي صلة الانسان بخالقة، وفي تسويته في الحقوق والواجبات بين الناس جميعاً، وفي دفعة الناس إلى العمل، وفي عدم وجود سلطة دينية فيه قد يساء استعمالها وقد يتجر بها القائمون عليها، ويستطرد في حديثه فيذكر من العقبات عدم تفقهه في الدين التفقه الكافى حتى يستطيع محاجة المبشرين الذين يشككون المسلمين من فريقه في الإسلام وقيمته ويضللونهم بقصص بعيدة عن الواقع وعن هدف الرسالة الإسلامية. وذكر لي بعض هذه القصص، فذكر "الحريم والجوارى" وحث الإسلام على "العرى" كما يصور الحج، وتحريم الاستمتاع بمظاهر الحضارة الحديثة كركوب السيارات والاستماع إلى الراديو والتلفزيون، على نحو ما يحكى هناك عن المملكة العربية السعودية... وغير ذلك مما يعتمد فيه المبشرون على قول غير متفقه، أو على ظاهرة في جماعة إسلامية معاصرة أو شرح عبارة على غير وجهها الصحيح.
وعرفت من المسلمين الملونين في نيويورك أن طريقهم إلى معرفة الإسلام هي أقوال المهاجرين العرب الذين يشاركونهم العمل في المصنع أو الخدمة في المطاعم والفنادق، أو الذين يتصلون بهم في الاعمال التجارية الصغيرة.
ولما أرشدتهم إلى ترجمة "معاني القرآن العظيم" لمحمد بتكتال (انجليزى أسلم) المطبوعة في نيويورك، أجابونى كما أجابني غيرهم من المسلمين العرب من مدن أخرى أنهم سمعوا: أن شيخ الإسلام في القاهرة يحرم ا لترجمة.
وأعتقد أن شيخ الازهر الحالي لو عرف حال المسلمين في الحارج، وعرف