/ صفحه 182/
أن أفهم: لماذا يقبل الملونون على اعتناق الإسلام؟. إن الملونين لا يثقون في الكنيسة، ولا يرون في المسيحية أنها دين الحياة. لان أي دين ينبغي أن يسيطر على التوجيه في الحياة يجب أن يكون متضمنا للمبادىء الانسانية الطبيعة التي يقوم عليها السير الطبيعي للحياة.
كثير من الملونين في أمريكا ـ وبالاخص في الولايات الوسطى والجنوبية يعامل من بقية الامريكان البيض معاملة الانسان صاحب الدرجة الثانية. وهذه المعاملة ترجمت في تشريعات هذه الولايات وقوانينها. والمظهر الدال عليها هو "الفصل" بين البيض والسود في الحياة العملية، والفرق في العقوبة بين النوعين في قوانين المخالفات والجنح والجنايات.
المطعم في محطات السكك الحديدية يقسم إلى قسمين، ودورات المياه العامة بها تقسم إلى قسمين، وقطارات السكك الحديدية وعربات النقل المشترك تقسم إلى قسمين، وكثير من الفنادق لا يسمح بدخول الملونين كنزلاء فيها. ويخصص في ا لتعليم في مراحله المتعددة بعض المدارس للملونين. وللملونين جامعة خاصة في ضواحى واشنطن، ولكنها من أحدث الجامعات الامريكية نظاما ومنهجاً وأسلوباً في التربية.
هذا الفصل في الحياة العملية، وهذه التفرقة القانونية في العقوبات أوحيا للملونين بالشك في الكنيسة كهيئة مشرفة على التهذيب الروحي. لان التهذيب الروحي لا يفاضل بين إنسان وآخر، وبالشك في صلاحية المسيحية للحياة، لان الصالح للحياة يجب أن يكون له طابع المبادىء العامة، وفي صلاحيتها كدين لانها لمن تنل من نفوس معتنقيها في
السلوك والمعاملة ما يدل على أنها عقيدة تستوجب تصرفات خاصة، وتمطا معينا في المعاملة.
و إذ شكوا في الكنيسة وقيمة المسيحية، لم يؤمنوا كذلك بالاديان السلبية كالبوذية. لان الحياة الامريكية تعتبر النموذج العملي للحياة الايجابية، وهم خاضعون لقوانين الايجابية فيها، ووجدوا في الإسلام العقيدة الدينية التي تجمع بين دعوة