/ صفحه 181/
يفقه أولادهم في الدين ويعلمهم العربية. ومنطقهم في ذلك ـ كما شرحه غير واحد منهم ـ أنهم حضروا إلى الولايات المتحدة الامريكية للاثراء، ولكنهم بعد أن أثروا وجدوا أنهم فقدوا ثروتهم الحقيقة وهي تنشئة أولادهم تنشئة إسلامية، وأن ثراءهم المادى لا يقيهم من آلامهم النفسية عندما يرون بناتهم تتزوج مسيحيين أو يهود، وتساهم في إفناء عنصرهم وشخصيتهم هناك، وهي الشخصية الإسلامية.
وقد حدثني في مدينة سوسيتى أب لاربع بنات وابن واحد بأنه أخذ يصفى متجره ـ مع ربحه الطائل ـ منذ العام الماضي على أن يعود إلى دمشق هربا من المصير المنتظر لهؤلاء البنات والابن. وهذا الاب من الشخصيات الإسلامية المحترمة في المجتمع الامريكى هناك، كما لاحظت في الاجتماع الذي أعده احتفاء بنا أنه كان من شهود هذا الاجتماع رئيس الولاية وعمدة المدينة والممثلون للولاية في الكونجرس الامريكى بواشنطن، عدا كبار رحال التعليم ورجال المال والتجارة.
إن هذا الوالد ذكر لي: إنه كان على استعداد تام لان يرسل بجميع أولاده إلى واشنطن في أشهر الصيف لتعلم الدين واللغة العربية في المركز الثقافى الإسلامي هناك، وذكر لى مثل هذا ا لرأي مالى إيرانى كبير يعيش في لوس أنجلس بكاليفورنيا وآخرون في شيكاغو، وسيدارابس في ولاية أيوه. لو أن المركز هيأ لهم مثل هذه الدراسة.
4 ـ الإسلام بين الملونين في الولايات المتحدة الامريكية:
لوانتقلنا مما لا حظناه على حال المسلمين المهاجرين هناك من الرغبة الشديدة في تعلم الإسلام مع عدم استطاعتهم
تحقيق هذه الرغبة ـ إلى حال الامريكان الملونين لوجدنا أن رغبة هؤلاء في اعتناق الإسلام وفهم مبادئه لا تقل عن رغبة أولئكم، ولوجدنا السبب عند هؤلاء يشبه السبب عند أولئكم، وإن اختلف تعبير الطرفين عنه.
هذا السبب هو "حفظ البقاء" والكفاح ضد الفناء الادبي: زرت المسلمين الملونين في نيويورك، وفي كليفلند، ورأيت بعد ذلك الملونين في الولايات الوسطى والجنوبية، رأيتهم في أطلانتا وفي جورجيا وفلوريدا وتكساس واستطعت