/ صفحه 180/
أن ينادوا بأسمائهم الإسلامية في منازلهم بين أهليهم فقط: فسعيد يسمى ب "چون" وفارس يطلق عليه "ألبير" وحسين ينادى ب "سام" وشريفة تسمي "نيف"... وهكذا.
وهذا التبديل في الاسماء إن دل على شيء فإنما يدل على ضعف الشخصية ـ وهي الشخصية الإسلامية هنا ـ وعلى تمكن مركب النقص في نفوس هؤلاء المختربين.
و مع جهل الناشئة بالاسلام وباللغة العربية، يلاحظ الزائر رغبة دفينة في نفوس هذه الناشئة: وهي أن تبقى مسلمة. ولكن كيف، وأني لها أن تصبح مسلمة في حقيقة الأمر. ثم تحرص على أن تبقى مسلمة لاحظت ذلك في اجتماعين كبيرين: أحدهما في ديتريت، والاخر في سوسيتى. وكانت هذه الرغبة الدفينة تتجلى بين الاناث أكثر منها عند الذكور.
وإذا كان جهل الناشئة هناك بالاسلام أوحى اليها بتغيير الاسماء فإنه أيضا دفعها إلى الزواج بغير المسلم من المسيحيين واليهود. وتقلص بالتدريج لهذا عدد المسلمين المهاجرين إلى الولايات المتحدة. وحُكي إلى من بعض المسلمين في "ساتت پول" وفي غير هذه المدينة أن عدد المسلمين الذين استوطنوا أمريكا من البلاد العربية، والبلاد الإسلامية الأُخرى في الشرق الادنى والاسط، كان قبل خمسين سنة مضت، يقرب من المائة والخمسين ألفا، وأصبح الآن لا يتجاوز الخمسين ألفا.
وربما كان ذلك يطابق الواقع: لان الجبل الأول وهو جيل المهاجرين قل عدده بالموت، والاجيال الناشئة عنه تقلص عددها بالفناء الادبي واضمحلال عوامل البقاء المميزة لهم وهي إسلامهم ولغتهم وعاداتهم الاصيلة.
وكما تبدو عند هؤلاء المسلمين النازحين الرغبة في تعرف الإسلام، يدرك زائرهم من أحاديثهم صلتهم الوطيدة بوطنهم
الاصلي، رغم أن القانون الامريكي يعتبرهم أمريكين، وقد يعبرون عن وطنهم بالاسلام، وقد يجعلون الإسلام الشعار المميز لهم.
و لهذا التعلق بالوطن وبالاسلام يعلن زعماؤهم ورجال الاعمال منهم من كبير استعدادهم المادى وحمايتهم الادبية لمن يأتي إليهم من علماء الازهر خاصة