/ صفحه 176/
و بعض هؤلاء العلماء والطلاب يحمل في رحلته إلى الجامعات الامريكية شعور البغض والكراهية للاسلام، أو شعور الاستخفاف بتعاليمه ومقاييسه في الحياة. وهناك المجال الفسيح لا براز هذا الشعور، مستعينا في تأكيده بالقصص المختلفة والتفسيرات المغرضة للأحداث التاريخية وظواهر علاقات المسلمين بغيرهم في تاريخ الجماعة الإسلامية الطويل.
فقد سمعت في غير جامعة من الجامعات التي زرتها أن بعض العلماء المصريين هيئت له الفرصة لالقاء بعض المحاضرات عن "الإسلام في مصر" ـ فكان العمود الفقرى لهذه المحاضرات هو: أن الإسلام اسعان بالسيف وبفرض الجزية على حمل الناس على اعتناق الإسلام، وعلى طمس الحضارة القبطية العريقة، وعلى أنه حول المجتمع المصرى المتحضر إلى مجتمع يسوده الاضطهاد والارهاب.
كما سمعت أن واحداً آخر من العلماء المصريين حاضر عن الفلسفة الإسلامية في بعض الجامعات الامريكية فذكر: أن المسلمين بتفكيرهم الديني المحدود أسموا إلى الفكر الاغريقي القديم، وأن هذا الفكر لم يشع إلا بعد أن عاد إلى خلفاء الاغريق الاوربيين من جديد، وإلا بعد أن أبعد عنه الاوربيون الصور المحرفة التي أضافها المسلمون إليه. وأرجع عمل المسلمين إزاء الفكر الاغريقي إلى سطحيتهم وعدم قدرتهم على الانتاج العقلي، كي يخلص من ذلك إلى أن النهضة في الشرق مرهونة بالافادة من الثقافة الغربية، والفكر العلمى الطبيعى الغربى.
ويقل بين العلماء والطلاب من البلاد الإسلامية في الولايات المتحدة الامريكية من له معرفة حسنة وفهم واضح للاسلام.
كما يوجد بينهم من يتحول عملياً إلى إنسان صاحب تفكير مسيحي في صورة مسلم موفد من مصر أو غيرها إلى الجامعات الامريكية، وذلك بحكم العادة القائمة في هذه الجامعات وقت الاحتفالات الجامعية وفي المناسبات الدينية.
فمع كثرة الجامعات الامريكية التي زرتها لم أرى جامعة واحدة خلت من كنيسة احتلت مكان الصدارة في أبنيتها الجامعية. لا على أنها رمز فحسب، بل على أنها