/ صفحه 177/
مصدر التهذيب للطلاب والطالبات، وكثيراً ما يقرأ هذه العبارة: "الدين والمعرفة" على واجهة البناء الرئيسي من أبنية الجامعة كشعار لهذه الجامعة.
و قد أصغيت إلى حديث طالب مصرى هو ابن لتاجر غلال في مصر عن مدى مشاركته لزملائه وزميلاته في الطقوس الدينية المسيحية التي يفتتح ويختتم بها اليوم الجامعى في كلية رو لينس بفلوريدا. وأنه لم يجد بدا من المشاركة في القيام بهذه الطقوس نظراً لحداثة سنه، ولعدم معرفته بالاسلام في بيئته المصرية وللإلف والعادة في هذه الكلية.
فالطالب الامريكي إذن فلما يجد مصدراً محايداً يتحدث عن الإسلام وعهد الثقافة الإسلامية.
فالكتاب الجامعي لدراسة هذه الثقافة على نحو ما شرحت والزائر من بلد إسلامي للجامعات الامريكية تعوزه صحة المعلومات أو دقتها عن الإسلام، أو يعوزه القصد العلمي السليم في عرضه للثقافة الإسلامية.
و من مميزات الطالب الامريكي أنه لا يصر على رأى بأن له خطؤه، فالعقلية الرياضية والعقل العملي في الحياة يسيطران على توجيه في جدله أو سلوكه.
وقد يكون من العوامل في ذلك ـ وإن كان عاملا سلبيا ـ عدم رسم سياسة مصرية ثقافية خارجية. ففى سنة 1951 طلبت الاكاديمية الامريكية للدراسات الاسيوية بسان فرانسسكو عالما من علماء الازهر ممن يجيدون لغة أوربية حديثة ودرسوا في إحدى الجامعات الاوربية ليشرف على قسم الدراسات الإسلامية المنشأ حديثاً في هذه الاكاديمية.
فحرصت وأنا في مراقبة البحوث والثقافة بالازهر على أن تجيب المشيخة هذا الطلب. ووقع الاختيار على عالم من علماء الازهر ممن سافروا إلى ألمانيا للدراسة وهو يجيد اللغة الانجليزية ويقوم بالتدريس الآن في جامعة القاهرة، وكتبت المشيخة إلى وزارة المعارف والجامعة تطلب إليهما الموافقة على إعارة هذا الأستاذ للازهر