/ صفحه 174/
المسيحيين واليهود في تكوين مكتبة الدراسات الإسلامية والعربية بالجامعات الامريكية ـ يذكر أيضا ذلك المجهود الذي تقوم به بعض المؤسسات العلمية والتعليمية الامريكية في نقل بعض المؤلفات المعاصرة من اللغة العربية وغيرها من لغات العالم الإسلامي اليوم إلى اللغة الانجليزية.
و هذه المؤسسات تعتمد في اختيار ما يعد للنقل من مؤلفات المعاصرين المصريين أو العرب أو غيرهم في رقعة العالم الإسلامي ـ إما على شهرة المؤلف نفسه أو على مشورة بعض الدوائر الرسمية أو الشخصيات المعروفة في بلاد هذا العالم.
ولا أستطيع هنا أن أقول: إن سوء القصد هو الباعث على عملية النقل هذه; بل ربما أقول، العكس هو واقع الأمر. فإذا وجدنا لهذا في مكتبات الجامعات الامريكية ترجمات لبعض كتب المعاصرين في العالم الإسلامي كان أجدر أن لا تترجم لسب أو لآخر ـ فالخطأ في ذلك راجع لمشورة الجهة الرسمية.
أو بعض الشخصيات المعروفة، أو لان شهرة المؤلف نفسه قد جاوزت بالراغب في الترجمة دائرة المشورة أو القراءة الذاتية الكتاب.
فمثلا كتاب: "من هنانبدأ" خالد محمد خالد، وكتاب: "مستقبل الثقافة في مصر" لطه حسين من الكتب المترجمة، وبجانب هذا نجد كتاب: "العدالة الاجتماعية" في الإسلام لسيد قطب في عداد هذه الكتب المترجمة التي زودت بها مصادر البحث عن الثقافه الإسلامية.
وقد أتيحت لي الفرصة وأنا مشرف على مراقبة البحوث والثقافة بالازهر أن أبدى الرأى في كثير من الكتب المعاصرة. وأخذ برأيي إيجاباً أو سلباً في بعض ما عرض على، وفي البعض الاخر منها تعذر تنفيذ الرأى، لان الترجمة بالفعل كانت أخذت طريقها إلى الظهور.
و هناك عامل آخر غير الكتاب له أهميته في توجيه الطالب الامريكى توجيهاً خاصاً في فهم الإسلام، والحضارة الإسلامية، وعقلية الشعوب الإسلامية المعاصرة ـ هو اتصال العلماء والطلاب المصريين والعرب به في الجامعة الامريكية عن طريق المحاضرات والاشتراك في المناقشات.