/ صفحه 173/
كما نرى علماء الدول الأُخرى التي لها صلة ضعيفة بالاستعمار يحاولون الحيدة في استشراقهم، ولكن قلما يتأثرون فيه بثقافتهم الدينية الخاصة.
و الأمريكان لقرب عهدهم بالعالم القديم ـ وبالاخص بالشرقين الاوسط وا لادني ـ اعتمدوا في جامعاتهم عند ما اتجهوا لبحث الثقافة الإسلامية كمصدر أصيل في توجيه شعوب الشرق الاوسط والادنى ـ إلى علماء الاستشراق في أوربا وساروا في نفس اتجاهم بعد أن تتلمذوا عليهم، كما كونوا نواة مكتباتهم في مصادر النزاث الإسلامي الروحى والعقلي من تأليف هؤلاء بجانب الدراسات المتعلقة بالانجيل والتوراة، وهي دراسات ا لعهدين القديم والجديد.
وعند ما هاجر بعض الشرقيين من العرب المسيحين، وبعض اليهود من العلماء الاوربيين، واستوطنوا جميعاً الولايات المتحدة الامريكية، واتصلوا بجامعاتها ومعاهدها وطلب منهم أن يساهموا في الدراسات الشرقية الاكاديمية، احتلوا بعد فترة وجيزة من الزمن رياسة الاقسام الدراسية في الثفافة الإسلامية والعربية.
و أصبح لهم توجيه ملحوظ في دراسة هذه الثقافه وأصبح لهم تلاميذ تولوا فيما بعد مباشرة النشاط الامريكى الخارجى في البلاد العربية والاسلامية، وتولوا مساعدتهم في تصوير الإسلام والمسلمين للطالب الامريكى.
فالمسيحيون واليهود من هؤلاء المهاجرين المستوطنين أضافوا في المكتبات الجامعية في أمريكا إلى كتب المستشرقين الاوربيين كتبهم الحاصة. وفيها توجيهاتهم التي قد تختلف عن توجيهات هؤلاء الاوربيين. ولكنها تشاركها كثيراً في تصوير الدعوة الإسلامية، وحياة الرسول محمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، وصحابته رضوان الله عليهم الذين قاموا بعبء الخلافة الإسلامية بعده، وبيان كيف أن الإسلام اعتمد في انتشاره على الدفع المادى: بالسيف مرة، وبفرض ا لجزية مرة أخرى...
إلى غير ذلك من الموضوعات التي يبعث سوء القصد في تصويرها التشكك في قيمة الإسلام، والريب في نظرة غير المسلمين إلى المسلمين.
و بالإضافة إلى مجهود المستشرقين الاوربيين، والمهاجرين المستوطنين من