/ صفحه 172/
على الرأسمالية اليهودية; بل لانه مع ذلك يوجد هذا الاستعداد لسماع الروايات المشوهة عن الإسلام والمسلمين.
ولو فتشنا في العوامل التي كونت هذا الاستعداد لدى طلاب الجامعات الامريكة لو جدناها قبل كل شىء في "كتاب المكتبة الجامعية".
فكتب الدراسات الإسلامية والعربية:
1 - إما أنها من تأليف المستشرقين ا لاوربيين الذين بقوا في أوربا.
2 - أو من وضع المهاجرين المسيحين أو اليهود الذين أصبحوا أساتذة هذه الدراسات في الجامعات الامريكية.
3 - أو أنها مترجمة عن العربية وغيرها من لغات العالم الإسلامي اليوم.
و الاستشراق في أساسه محاولة باسم العلم لتصوير الشرقيين والمسلمين في حياتهم وعقيدتهم تصويراً يتيح للمستعمر الاوربي أن يتمكن بسلطانه المادى وتوجيه العقلي الخاص من استغلال ثروة البلاد الإسلامية بأيدى المسلمين أنفسهم وبرضاً من رؤسائهم وزعمائهم. فالاشتشراق بحث، ولكن ليس هدفه المعرفة من حيث إنها معرفة تعين على الفهم الصحيح وخلق جو من التفاهم الانساني، بل هو معرفة موصلة إلى نتيجة معينة ومحددة قبل القيام بالبحث والتفتيش. هذه النتيجة هي:
إفهام المسلمين أنفسهم أن ليس لهم "أصالة" في تاريخ الحركات الفكرية، وليست لهم "إيجابية" في حياتهم أو الحياة الإنسانية العامة.
و كذلك إفهام الاوربيين المستعمرين أن خصائص "السيادة" في الحياة من المقومات العقلية الاوربية، وأن الاوربيين هم الاجدار بالحياة الرفيعة، وبالبقاء في الجماعة الانسانية.
ولذا نرى الدول الاوربية العريقة في الاستعمار ـ وهي التي تقوم حياتها على المستعمرات ـ تبذل الكثير في تقوية حركات الاستشراق، وبالتالي تبرز في اتجاهها الاستشراقى هذه النتيجة المحددة السالفة الذكر.