/ صفحه 171/
الامريكي لاستغلال الثروة الفسيحة في رقعة هذه البلاد والانتفاع بها في رفع مستواه الصحي والاجتماعي.
و لهذا يهم الطالب الأمريكي ـ إن سأل عن الإسلام ـ أن يعرف: إلى أي مدى يستطيع ا لمسلم أن يتفاهم مع الغربي أو الامريكي، وإلى أي مدى يمكن للإسلام أن يساهم في الحياة الحديثة وفي حضارتها الصناعية، وإلى أي مدى تستطيع الشعوب الإسلامية مع احتفاظها بالاسلام كعقيدة أن تساير ركب الحياة اليوم وتأخذ بمقوماتها في حياتها؟
و إذا كانت عقلية الطالب الامريكي تحدد له نوعا خاصاً من الاسئلة عن الإسلام، فرغبته في معرفة أجوبتها تلفت نظر مشاركه في الحديث والمناقشة من أصحاب الثقافة الإسلامية. يسأل في شوق، ويسترسل في السؤال لا ليجادل وإنما ليقتنع. إذ الجدل لذات الجدل ظاهرة من ظواهر العقلية النظرية. أما العقيلة العملية فرغبتها في الجدل لذات الجدل محدودة.
وكما يستشف من عقلية الطالب الجامعي الامريكي الرغبة الشديدة في معرفة رأي السلام في مشاكل الوقت، وفي تحديد مظاهر الحياة الإسلامية الحاضرة، فإنه يستشف منها أيضاً جهله بالاسلام وبالصورة الصحيحة لحياة الشعوب الإسلامية الحاضرة، أو سوء فهمه للاسلام ولحياة المسلمين. وقد ينحرف في فهمه للاسلام إلى أنه دين يعادى الانسانية، كما قد ينحرف فهمه لحياة الشعوب الإسلامية الحاضرة إلى أن المسلمين بحكم مبادى ء دينهم يعادون الحضارة الصناعية، وينظرون إلى غيرهم بروح العداء البغيض.
و لهذا لا يلقي المتحدث عن اضطهاد الاقليات في البلاد الإسلامية، أو عن تشويه الإسلام إذا ما أراد أن يصور المسلمين بغير صورتهم الصحيحة، أو يسيء إلى الإسلام ـ عناءً من عقلية الطالب الامريكي في تصديقه ومد يد المساعدة إليه كذلك. والدعاية اليهودية المغرضة تلقي رواجا هناك. لالان العلماء اليهود في الجامعات الامريكية ـ وهم كثيرون ـ يشجعونها، أو لان الصحافة ودور الاعلان تعتمد