/ صفحه 170/
"نصيب الفكر الإسلامي في توجيه الحياة الحديثة في البلاد الإسلامية".
3 - ومحاضرة ثالثة في جامعة أو كلا هو ما في قسم الدراسات الفلسفية عن:
2 - ومحاضرة أخرى في كلية "برينسيپيا" عن:
"بين الفلسفة الإسلامية والفكر الاغريقي القديم، وأثر هذه الفلسفة في الفكر الاوربى منذ عصر النهضة الاوربية".
واشتركت في مناقشات عامة أخرى دارت في ندوات بينى وبين الطلاب والاستاتذة في جامعة شيكاغو، وفي كلية رو لينس، وجامعة استان فورد، ومعهد العلاقات السياسية الخارجية بسان فرانسيسكو، وجامعة أو كلاهما.
ولست بصدد الحديث عن النصيب الذي قمت به في رحلتى هذه كعالم أزهرى في الجامعات الامريكية أو في المجتمعات الإسلامية هناك، وإنما أنا بصدد بيان الصورة التي التقيت فيها بالعقلية الاكادمية التمريكية; عقيلة الطلاب والاساتذة.
و هو التقاء كان حتما حول الإسلام نفسه، والدراسات الإسلامية، والعقلية الإسلامية وفي ماضيها وحاضرها، لان زائراً أجنبياً هو عالم من علماء الازهر ومدعو للمساهمة في مؤتمر إسلامى عقد في أمريكا، وقد ضم إلى ثقافته الإسلامية الشرقية ثقافة الجامعة الحديثة في أوربا، وفي ألمانيا على وجه الخصوص ـ ينتظر منه الطالب الأمر يكى والاستاذ الامريكي أن يطلعه على صورة الإسلام والعقلية الإسلامية بأسلوب الباحثين المحدثين في الجامعات الامريكية والاوربية، ولا ينتظران منه شيئاً آخر يتعلق بمواد الثقافة الحديثة أو الاثار الفرعونية القديمة.
وجدت عقيلة الطالب الامريكي تعيش في الاونة الحاضرة أكثر مما تعيش في الماضى. فما يوجهه من أسئلة أو استفهامات تتعلق بمشاكل الحاضر وحضارة الوقت، والمدينة السائدة. ولعل سبب هذه الظاهرة أن الحياة الامريكية ليس لها ماض طويل، ثم ليس فيها كذلك فراغ تشغله بما يتصل بماضيها أو بماضي حياة أخرى. فالطابع العملي يسود
هذه الحياة، والغد قبل اليوم يجذب العقل