/ صفحه 155/
سنة 138 هـ; فدله حزمه على أن يتضم لا ضعف المعسكرين: اليمن; وينازل بهم مضر تحت راية يوسف بن عبد الرحمن الفهرى; ولما التقي الجيشان، كان مما قال الداخل، يشجع جيشه: "المتزاحفان، أموى، وفهرى; والجندان: قيس، ويمن; قد تقابل الاشكال جدا; وأرجو أنه اخو يوم مرج راهط; فأبشروا وجدوا.
و قد تم النصر للداخل بعد كفاح مرير; واستقرت ولاية أمية في العرب، بعد انهيارها في الشرق; فاختفت العصبيات تحت سلطانهم، حتى أواخر القرن الرابع الهجرى، عند ما تولي ا لسلطة عبدالملك بن محمد بن أبي عامر، بطريق الوصاية على هشام المؤيد بن الحكم المستنصر; ولم يكن عبدالملك هذا من الحزم وبعد النظر، على ما كان عليه أخوه وأبوه قبله، من الاكتفاء بالسلطة الفعلية، باسم الحاجب; فجعل لنفسه ولاية عهد هشام; ولما كان الجاجب المنصور محمد بان أبي عامر فخطانيا; فقد استمد الامويون من ضعفهم وتفرقهم يومئذ قوة، وثاروا بعبد الملك ففتلوه، حتى لا تنتقل الخلافة من عدنان إلى قحطان، لاول مرة في التاريخ، وبذلك عاد الأمر إلى أمية، وتولى الخلافة المستعين سليمان; وانتهت بذلك أيضا، ابرز الانتقاضات بين يمن وعدنان.
* * *
و على الرغم، من أن رجال البحث الحديث، قد شككوا في الدلالات التاريخية، للحوادث، والانساب، والشعر الجاهلي; في العترة التي سبقت ظهور الإسلام; ونصبوا على ذلك دلائل، منها القاطع، ومنها المعقول الاشبه بالصواب; ومنها الخصائص الفنية التي لا تشتبه، إلى غير ذلك، مما بعد رفضه مكابرة أو حسداً لمن وجه الله سبحانه وتعالى أذهابهم إلى إثارته والسبق إليه.
أقول: إنه على الرغم من هذا التشكيك، الذي لا يدفع، تبرز حقيقة واضحة مائلة; وهي أن المسلمين: سادتهم وقادتهم،
علماء هم وأدباءهم في صدر الإسلام، وفيما تلاه من عصوره; إلى يومنا هذا قد درجوا عى احترام هذا التاريخ في جملته