/ صفحه 154/
في الجاهلية، من أن الاولين أهل حضارة واستقرار، وأن الآخرين رعاة رحل لا وطن لهم ولا قرار!(1)
"يقول النويرى في نهاية الارب: "و من الكبر المستهجن ما روى: أن ووائل بن حجر، أتى النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، فأقطعه أرضا، وقال لمعاوية: "اعراض هذه الارض عليه" واكتبها له" فخر ج مع وائل في هاجرة شاوية; ومشى خلف ناقته، وقال له: اردفني على عجز راحلتك; فقال: لست من أرداف الملوك; قال: فأعطيني نعليك; فقال: ما يخل يمنعني، ياين أبي سفيان، ولكن أكراه أن يبلغ أقيال اليمن أنك لبست نعلي. ولكن، إمش في ظل ناقتى، فحسبك به شرفا!. وقيل: إن وأئلا أدرك زمن معاوية، ودخل عليه، فأقعده معه على السرير وحدثه"* 1 هـ
* * *
و هجا الكميت بن زيد اليمن بمذهبته:
ألا حييت عنا يا مدينا، فنقضها دعبل بن على الخزاعي بقصيدة هجا بها نزار نقضها أبو سعد المخزومي بقصيدة هجا بها اليمن.
واعترك الإسلام في موقعة مرج راهط فكانت اليمن تحت راية مروان، وقيس تحت راية الضحاك بن قيس.
و انتقل الصراع بين الجذمين إلى الاندلس، فكمن حينا، ثم تراخت أيدى أمية في الشرق عن ضبط السلطان في أطراف الخلافة، فصرح الشر بينهما،
ـــــــــــ
1- القلطي: القصير جداً من الناس والسنانير والكلاب. والبقع: تخالف اللون، يريد أنها غير أصيلة، أو خبيثة. والريف الخصب والسعة في المآكل، وما قارب الماء من أرض العرب. وريقون، لعله أراد: أشراف; فأن ريق كل شيء أفضله، من راقني الشيء يروقني: أعجبني.
لمضر سنة، ولليمن سنة; ومضوا على ذلك مدة; ثم خاست مضر بالعهد، وغدرت باليمن بياتا; فبقي هؤلاء مغلوبين على أمرهم، إلى أن حازا إليهم عبد الرحمن الداخل