/ صفحه 131/
الوصفان الخامس والسادس: "يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لاثم" الجهاد في سبيل الله شأن المؤمن الصادق:
والجهاد في سبيل الله، هو الجهاد لإعلاء كلمته، ونصر دينه، وسيادة شريعته، وإنما يكون ذلك من قوم ذاقوا حلاوة الايمان حقا، وأدركوا بثاقب نظرهم أنهم جنود مخلصون لربهم، وأن شكر نعمته التي أنعمها عليهم بايجادهم وأمدادهم يقتضي أن يبذلوا في سبيله مهجتهم وأموالهم وكل عزيز لديهم، وألا يؤثروا على ذلك شيئاً مهما علا أو غلا، وأن يستعذبوا كل ما يصيبهم من المصائب والالام غير ناكصين ولا متوانين "ذلكم بأنهم لا يصيبهم ظمأ ولا نصب ولا مخمصة في سبيل الله ولا يطأون موطئاً يغيظ الكفار ولا ينالون من عدو نيلا كتب لهم به عمل صالح "ان الله لا يضيع أجر المحسنين. ولا ينفقون نفقة صغيرة ولا كبيرة ولا يقطعون واديا إلا كتب لهم، ليجزيهم الله أحسن ما كانوا يعملون".
عدم المبالات باللوم شأن الواثق بفكرته:
و هم كما لا يهابون خطراً يتهددهم، لا يخافون لوما يوجه إليهم، والمؤمن بعقيدته قوى فيها، صبور عليها، لا يأبه فيها
بنقد الناقدين، ولوم اللائمين، وتثبيط المثبطين، وقد دأب الناس على أن يستفظعوا الاقدام ويعتبروه في أول الأمر طيشاً وجنونا ونزقا، ويوجهوا اللوم إلى أصحابه في صورة الخوف علهيم، أو الشمانة بهم، أو النصح لهم، وإنما هو الخور والجين، أو الحسد والحقد، ولن يجدى ذلك فتيلا مع المقتنع بفكرته، المؤمن بعقيدته.
صفات متلازمة متكافلة:
هذه هي الصفات التي وصف الله بها عباده المؤمنين الذين تأذن ليبدلنهم من المنافقين والمرتدين، وهي صفات ست إذا لاحظنا كل واحدة منها بمفردها، ثلاث إذا عرفنا أن كل صفتين متتابعتين منها متكافلتان متلازمتان تكمل إحداهما الأُخرى، ويصور ان معا خلقا واحداً متميزاً، فحب الله للعباد، وحب العباد لله، وصفان في العدد،، ولكنهما متلازمان،فلا يحب الله إلا من يحبه، ولا تحب الله