/ صفحة 13/
الصلاة والتطهر شعيرتان من شعائر الإسلام:
والنداء الثالث، وهو قوله تعالى: "يأيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم" الخ، هو تنظيم للوسيلة إلى أهم عبادة كلمها الله المؤمنين، وهي الصلاة، والوسيلة إليها هي التطهر، والصلاة شعيرة من شعائر الإسلام، من أقامها فقد أقامه، ومن هدمها فقد هدمه، ووسيلتها التي فرضها الإسلام على هذا النحو في الغسل والوضوء والتيمم لا توجد عند غير المسلمين، فهي أيضاً من المظاهر المميزة للأمة الإسلامية، وهي من العقود التي يأمر الله عباده بالوفاء له بها، ويحذرهم من استقالها، ويذكرهم في شأنها بنعمته عليهم، وميثاقه الذي واثقهم به "ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج، ولكن يريد ليطهركم وليتم نعمته عليكم لعلكم تشكرون. واذكروا نعمة الله عليكم وميثاقه الذي واثقكم به إذ قلتم سمعنا وأطعنا، واتقوا الله، إن ألله عليم بذات الصدور" .
والنداء الرابع هو قوله تعالى: "يأيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط، ولا يجر منكم شنآن قوم على الا تعدلوا، اعدلوا هو أقرب للتقوى واتقوا الله أن الله خبير بما تعملون" .
ونحب أن نخص هذا النداء بكلمة فيها شيء من البسط لبيان أهميته في تقوية كيان الأُمة، وضرورته في حفظ سياجها .
ميثاق الإيمان يقتضي المؤمنين أن يكونوا "قوامين لله":
وأول ما ننبه إليه في ذلك أنه جاء كسائر الداءات الأُخرى، تفصيلاً لعقد من العقود التي أمر المؤمنين بالوفاء بها في أول هذه السورة، فميثاق الإيمان الذي واثق الله به المؤمنين، يقتضي أن يكونوا "قوامين لله" .
على (القوامية لله) تبني عظمة الأئمة:
والقوّام: هو المبالغ في القيام بالشيء، المضطلع به اضطلاعا قويا، فهو شديد الحرص عليه، شديد الوفاء له، شديد الغيرة على تمامه وصلاحه .
إن الناس قد يشتغلون بألوان من الأعمال، ويهتمون بكثير من الشئون،