/ صفحه 120/
في سورة الممتحنة: "و قد كفروا بما جاءكم من الحق" ومن قوله تعالى في سورة المائده، في آية من آيات موضوعنا هذا: "يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الذين اتخذوا دينكم هزواً ولعباً من الذين أوتو الكتاب من قبلكم والكفار أولياء، وإذا ناديتم إلى الصلاة التخذوها هزواً ولعباً، ذلك بأنهم قوم لا يعقلون، فآية الممتحنة تصرح بالاختلاف الاساسي الجوهرى
بين المؤمنين والكافرين، حيث آمن بالحق فريق، وكفر فريق، وآية المائدة تشير إلى مظهر من مظاهر هذا الاختلاف الاساسي الجوهرى بين المؤمنين والكافرين، حيث آمن بالحق فريق، وكفر فريق، وآية المائدة تشير إلى مظهر من مظاهر هذا الاختلاف الاساسي في الدين وشعيرته الأولى وهي الصلاة حيث ينظر إليهما فريق نظره الجد والاحترام، وهم المؤمنين، وينظر إليهما فريق آخر نظرة الاستهزاء واللعب وهم الكافروون، فلا يمكن أن تتحقق ولاية ونصرة جادة صادقة بين فريقين على طرفي نقيض.
الاعداء دائبون على الفتنة:
2 - أن هؤلاء الاعداء لا يزالون يعملون على فتنتنا عن الحق الذي آمنا به، فهم أخرجوا الرسول وأخرجونا أؤظاهروا على إخراجنا من ديارنا لا لشيء إلا لاننا آمنا بالله ربنا، وهم لا يدعون فرصة يتمكنون فيها من إيذائنا إلا انتهزوها أو عاونوا عليها، وهم يتمنون من صميم قلوبهم أن نخرج من ديننا فنعود إليهم، يدل على هذا كله كثير من الايات الكريمة من مثل قوله تعالى: "إن يثقفوكم يكونوا لكم أعداء، ويبسطوا إليكم أيدييهم وألسنتهم بالسوء وودو الو تكفرون" "يخرجون الرسول وإياكم أن تؤمنوا بالله ربكم"، "ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا حسدا من عند أنفسكم".
هذا هو شأن المختلفين في العقيدة، لا يمكن أن تقوم بينهم ولاية أو شبه ولايه، ولهذا دلالته لمن شاء أن يعتبربما جاء في الكتاب الكريم، ويفيد من إيحاءاته وإرشاداته، فما أجدر أصحاب الدعوات الحقة أن يكونوا على حذر من الذين لا يؤمنون بدعواتهم، ولهم تاريخ في إيذائهم والتحريض عليهم وودادة فتنتهم وانقلابهم. إننهم يطلبون محالا إذا ظنوا أن ملابسة هؤلاء على باطلهم تجلب