/ صفحه 119/
أن يبنوا علاقاتهم على أساس البر والقسط والرحمة، فلا تحملهم النزعات الطائفية أو المذهبية على تناسي ما بينهم من
أخوة الإسلام، والتراحم الذي لم يحرم القرآن منه أحداً حتى أعداء الإسلام.
و بينا أنه لا ولاية بين الحق والباطل، وأن الولاية إنما تتصور بين مؤمن ومؤمن، أو بين كافر وكافر، ولا يمكن أن تقوم على حقيقتها بين كافر ومؤمن، ولا بين منافق ومنافق.
و بيننا ما يفيده التعبير بلفظ "الاتخاذ" الذي ورد في هذه الايات، وبينا بواعث اتخاذ الكافرين أولياء، من ملاحظة المصالح الخاصة، ومصانعة الاعداء لاحتمال تغلبهم، وابتغاء العزة والسلطان عندهم، واتقاء شرهم، وبينا وجه الاستثناء في قوله تعالى "إلا أن تتقوا منهم تقاة"، ولفتنا إلى وجوه العبرة في ذلك كله بقدر ما تسع له المجال:
و الآن نتابع الحديث فيما تضمنته هذه الايات: ـ
أسباب النهي عن هذا الاتخاذ:
كما بين لنا القرآن الكريم، البواعث التي تبعث مرضى القلوب على اتخاذ الكافرين أولياء، بين لنا الاسباب التي من أجلها نهينا عن ذلك، فكان منها:
الاختلاف بين الفريقين أساسي:
1 - نفظ الخلاف بيننا وبينهم أساسية جوهرية، فنحن قد آمنابما جاءنا من الحق، وهم قد كفروا به، ولا يمكن لا ثنين مختلفين في أمر أساسى أن يتبعاونا تعاوناً صادقا، نعم قد تتلاقى مصالحهما في شيء فيتفقان عليه، ويتحالفان في سبيله، لكن هذه العلاقة بينهما ليست بسبيل من الولاية بمعني ساقط لتحقيق مصلحته، وشتان بين هذا ومن ينصرك ناظراً إلى أنك تستحق نصرته، وإن لم يفد منها لنفسه خيراً، أو يدفع بها عن نفسه ضرا، وقد استفيد هذا من قوله تعالى