/ صفحة 64/
يوم وفاة النعمان بن محمد سنة 362 هـ وصلى عليه وأضجعه في قبره بنفسه، وخرج الحاكم للقاء ابن الهيثم يوم وصل الديار المصرية وأمر بانزاله واكرامه واحترامه.
يقول جوستاف لوبون في كتابه: ((حضارة العرب)) .
وكما أن مساجد المسلمين مركز للاجتماع وملجأ للغرباء ومرجع للمرضى هي كذلك موئل للتعليم، وفي أصغر المساجد يعلم الاولاد، وتعد المساجد الكبيرة من الجامعات التي لاتقل أحيانا عن جامعات أوربا أهمية.
((و لم تكن المساجد مشابهة لجامعاتنا السابقة في التدريس وحده، بل نرى شبها بينهما في حياة الطلاب أيضا. ولما قيض لى أن أطوف بالجامع الازهر وأن أنظر إلى حلقات تدريسه رأيتنى قد انتقلت بقوة ساحرة إلى احدى جامعاتنا في القرن الثالث عشر، فتمثل لى ما كان فيها، كما في الجامع الازهر من التشويش في دروس علم الكلام ودروس الادب، وتمثل لى ما كان فيها مثل ما في الازهر من أساليب التعليم وحلقات الطلاب وحريتهم)) .
هذا ما كان من أثر مساجد مصر في الثقافة الإسلامية، أما مساجد غير مصر من البلدان الإسلامية كمساجد بغداد والبصرة والكوفة والقيروان والزيتونة وقرطبة فأمرها غير مجهول، وأثرها غير منكور.
فقد كان مسجد البصرة مركزا لحركة علمية كبيرة في العهد الاموى، فحول الحسن البصرى، وفي حلقته: نشأت المباحث الكلامية. واعتزل واصل بن عطاء حلقة الحسن وكوّن له حلقة، بل كان هناك بجانب حلقات علوم الدين حلقات لعلوم العربية.
قال ياقوت: ((كان حماد بن سلمة بن دينار يمر بالحسن البصرى في الجامع فيدعه ويذهب إلى أصحاب العربية)) .
ولما تنوعت العلوم في العصر العباسى تنوعت كذلك حلقات الدروس:
فهناك حلقات يدرس فيها النحو كالذى حكى ياقوت أيضا عن الاخفش، قال: وردت بغداد فرأيت مكان الكسائى في المسجد فصليت خلفه الغداة، فلما انفتل