/ صفحة 63/
في رحلته: أن المغاربة كانوا يسكنون زمن صلاح الدين بن أيوب، ويحلقون فيه، وكانت رحلة ابن جبير سنة 587 هـ وقال السيوطى في كتابه ((حسن المحاضرة)) إن هذا الجامع كان شهيرا بدروس التفسير والحديث والفقه والقراءات والطب والميقات في زمن حسام الدين لاجين سنة 696 هـ.
لم يكد يتم للفاطميين فتح مصر، ويستقر سلطانهم حتى أخذ جوهر في بث الدعوة للخليفة المعز الفاطمى خاصة، وللعلويين عامة، فاتخذ من المساجد ميدانا لبث هذه الدعوة السياسية، وسرعان ما بني الجامع الازهر في القاهرة حاضرة الفاطميين ليكون مركزاً لبث عقائد مذهبهم واجتماع أشياعهم لا سيما وأن بعض المساجد الاخرى كان لا يزال يؤمها كثير من المصريين السنين، وسنفرد للجامع الازهر بحثا خاصا في مقال تال يليق بتاريخه المجيد وفضله العميم.
دأب الخلفاء الفاطميون على العناية بالمساجد وغيرها من دور العلم وساعدهم على ذلك ما جمعوه من الاموال والثروات الطائلة، فلم ينس الخلفاء الفاطميون نصيب المعلمين والطلبة من العطف عليهم والعناية بشئونهم.
وكان لجامع عمرو نصيب موفور من عناية الفاطميين، فقد ظل محتفظا بنشاطه العلمي، فكانت حلقاته العلمية والادبية تعقد بانتظام ويشهدها كثير من الاساتذة والطلاب والادباء والشعراء، فقد وصف ناصر خسرو جامع عمرو عند زيارته لمصر سنة 439 هـ في أيام المستنصر الفاطمى، فذكر أنه يزوره في اليوم خمسة آلاف رجل ما بين معلم ومقرىء وطالب وزائر وناسخ.
ومن بين معاهد التعليم في مصر في العهد الفاطمى جامع الحاكم بأمر الله الذي أسسه أبوه العزيز بالله، وكان عدا هذه المساجد الجامعة الكبيرة مساجد أخرى كثيرة في المدن المصرية المختلفة، وكان التعليم بهذه المساجد شاملا وإن كان يقل نشاطا عن التعليم في الجامع الازهر أو جامع عمرو.
وكان للمعلمين في المساجد في العصر الفاطمى الأول مقام اجتماعى رفيع، وكرامة واحترام كبير عند عامة القوم وخاصتهم، فقد خرج المعز والحزن باد عليه