/ صفحة 65/
من صلانه وقعد بين يديه الفراء والاحمر وابن سعدان سلمت وسألته عن مائة مسئلة، فأجاب بجوابات خطأته في جميعها)) .
وكان المعتزلة يعلمون الكلام في مسجد المنصور ببغداد، كذلك المسجد منتدى لانشاد الشعر وقده، والتلاحى فيه.
فيروى الاغانى أن الكميت بن زيد وحمادا الراوية اجتمعا في مسجد الكوفة فتذاكرا أشعار العرب وأيامهم، فخالفه حماد في شيء ونازعه، فقال له الكميت:
أتظن أنك أعلم منى بأيام العرب وأشعارها؟ قلا: وما هو الا الظن! هو والله اليقين. ثم تناظرا وتساءلا وأرجآ إلى أجل في خبر طويل:
وحكى المرزبانى في كتابه ((الموشح)) إن مسلم بن الوليد كان يملى شعره في المسجد وحوله الناس، وقال أبو محمد اليزيدى: كان أبو عبيدة يجلس في مسجد البصرة إلى سارية، وكنت أنا وخلف الاحمر نجلس جميعا إلى أخرى.
ويقول (متز) في كتابه ((الحضارة الإسلامية)) .
((كان أبو حامد أحمد بن محمد الاسفراينى المتوفى عام 406 هـ امام أصحاب الشافعى، كان يدرس بمسجد عبدالله بن المبارك ببغداد. وكان يحضر مجلسه ما بين ثلثمائة وسبعمائة فقيه.
وكان أبو الطيب الصعلوكى الفقيه الاديب مفتى نيسابور وهي مركز علماء خراسان، يقال انه حضر مجلسه أكثر من خمسائة طالب علم في عشية الجمعة الثالث والعشرين من المحرم سنة (387 هـ).
وكان عدد الطلاب يعرف باحصاء محابرهم التي يضعونها أمامهم والتي كانت أهم عتاد الطالب.
وكان إذا مات العالم كسر تلاميذ، المحابر والاقلام، وطافوا في البلد نائحين مبالغين في الصياح.
وكان الاملاء فيما مضى من الزمان يعتبر أعلى مراتب العليم، وكان المستملى يكتب أول القائمة: مجلس أملاه شيخنا فلان بجامع كذا في يوم كذا)) .