/ صفحة 374/
المستعمرة، وفي آسيا: فيتنام وكوريا وغيرهما من البلاد المستعبدة، كماترى نوعاً اسمه الاحتلال، في مصر والسودان والعراق وشرق الاردن وغيرهما، فهل سادت الديموقراطية التي يتطلبها الناس أجمعون مع وجود هذه المآسى التي أعلن المتحاربون في أبان الحربين السابقتين وبعدهما وجوب محو آثارها، ومثل
هذا يقال في القوم وبلاد الجركس وتركستان وغيرها.
* * *
هذا عن الفتح والاستعمار، أما عن الاسترقاق فهل زنوج الولايات المتحدة، وهم مواطنون أمريكيون بعاملون معاملة البيض؟ وهل ترى ما تفعله حكومة جنوب أفريقيا بالملونين في بلادها عملا ديموقراطيا يتفق مع ماينادون به من حقوق الإنسان؟ وهل من الديموقراطية في شيء أن يطر شعب فلسطين من بلاده بالسيف والنار، ويجرد من أمواله وأرزاقه ويبقى مشرداً في العراء لا يجد قوتاً ولا مأوى ليحل محله فريق غير متجانس من شذاذ الأرض لا لشىء الا لانهم يدينون بدين واحد، تدللهم الديموقراطيات الحديثة، وتضعهم بقوة النار والحديد والمال والاطعمة، ويغتصبون موطن قوم لا ذنب لهم، وهم أصحاب الأرض، الا أنهم عزل من كل سلاح، محرومون من كل غوث وعون، ويبقون هكذا حتى يقضى الله في أمرهم بما يشاء، فهل هذه هي الديموقراطيات الصحيحة التي نادى بها الدكتور ولسن في الحرب الماضية، والتي اعتنقها الاقوياء أخيراً في الحرب الثانية بميثاق الاطلنطى؟ انى أترك البحث في هذا إلى كل مفكر نزيه يحترم ما للانسانية من حقوق، ويرى كيف يجب أن تطبق الديموقراطيات الصحيحة.
* * *
أمام هذه الحالة التعسة التي ترزح تحتها البشرية لا أرى حلا لصيانته الإنسانية وتكريمها أفضل من أن يثوب الاقوياء إلى رشدهم وكرامتهم، بل إلى مصلتحهم فيطبقوا الديمقراطية كماتشاء الديمقراطية، وهناك حل سهل هو أن نطالب بتنفيذ ميثاق الامم المتحدة تنفيذاً