/ صفحة 370/
ثم جعلت لمجلس العموم، وهو يدعى في غير بلادهم بمجلس النواب، الذي تنتخبه الأُمة مباشرة للتحدث عنها، ودعم سلطانها - جعلت هذا المجلس صاحب السلطة الحقيقية الفعالة في ادارة البلاد ومراقبة أعمال الوزراء، واعطائهم الثقة أو سحبها منهم.
ذلك هو النظام الانجليزى الشامل لنظام الحاكم الفرد، ونظام الارستقراطية، ونظام الديمقراطية القديمة، وقد حقق الانجليز بهذا المزيج ديمقراطيتهم.
* * *
وقد اتخذت الامم الاخرى أنظمة للحياة النيابية تغاير نظام الانجليز، فأقامت الحياة النيابية على مجلسين ينتخبان اما من الشعب مباشرة، أو يختار أحدهما بطريق الانتخاب المباشر، وثانيهما بواسطة مجالس الاقاليم أو المديريات أو البلديات.
كما اختلفت النظم بين الامم الديمقراطية في طريقة انتخاب رئيس الدولة، فبعضهم يراه ملكاً يرأس مملكة، والبعض يفضل رئيساً لجمهورية، وقد يكون لرئيس الجمهورية في بعض البلدان سلطة أقوى من سلطة الملك في بلد آخر، فإذا قارنا مثلا بين سلطة رئيس جمهورية الولايات المتحدة، وسلطة ملك الانجليز نرى الأول رئيس دولة ورئيس وزارة معاً، وهو الذي يختار وزراءه الذين يدعون بلقب سكرتير في وزارته، أما ملك الانجليز فليس برئيس وزارة، فإن الرئيس هناك هو الذي يختار وزراءه بعد اتفاقه مع ملجس العموم، والملك هو الذي يتوج القوانين والاوامر باسمه وفق ما يراه البرلمان.
ومن الغريب أن ترى الحكومات الملكية في شمال أوروبا، وهي انجلترا وبلچيكا وهولندا والدانيمرك والنرويج والسويد أكثر البلاد ديمقراطية في العالم وأن أممها هي مصدر جميع السلطات حقاً وفعلا.
* * *
ليست الديمقراطية اذن وقفاً على ملكية أو جمهورية، بل الديمقراطية تابعة