/ صفحة 367/
المصرية تطالب بحق مصر في حريتها واستقلالها، وبالغاء الحماية البريطانية التي فرضت على مصر أبان الحرب، وتكون الوفد المصرى سنة 1918 م، وغادر الاسكندرية إلى أوروبا وكنت من أعضائه، وكنا نطالب بحق مصر في مؤتمر فرساى، وأمام غيره من الجهات المختصة.
غادرنا الاسكندرية يوم 11 أبريل سنة 1919، وما أن وصلنا إلى ((مرسيليا)) بعد خسمة أيام حتى قرأنا برقية تنشر على العالم، أن الدكتور ولسن زعيم حق الامم في تقرير مصيرها، قد اعترف بحماية انجلترا على مصر، وأصبحت مبادئة كلها في خبر كان.
فوجئنا بهذا النبأ الخطير ولم نكن قد وصلنا إلى باريس لعرض مظلمتنا على مؤتمر فرساى، فأيقنا أن اعلان تلك المبادىء لم يكن الا لغرض واحد هو كسب الحرب، وتوقعنا ما سنلاقيه من رجال السياسة في باريس، وهم ساسة الامم المنتصرة، من عنت وصد واهمال، وهذا هو الذي حصل بالفعل.
* * *
لنترك هذه المرحلة بخيرها وشرها ولنسر مع الزمن، فنجد منذ انتهاء الحرب الاولى، وبعد ظهور بوادر قوة المانيا والمحور، أناساً من ساسة الغرب يدعون إلى السلام العالمى، منهم مسيو بريان رئيس الوزارة الفرنسية في ذلك العهد، ابتكر مشروعاً عرف بمشروع كيلوج بريان لتحقيق سلام عالمى، يدعو إلى اتفاق دول أوروبا اتفاقاً يشبه أن أن يجلعها دولا متحدة إلى درجة ما، ولكن ما لبث هذا المشروع أن انهار كما انهار قبله مشروع الدكتور ولسن.
ثم قامتالحرب العالمية الثانية، ورجع الساسة إلى فكرة الديمقراطية على النحو الذي ارتآه بريان، وعلى النحو الذي ارتآه الدكتور ولسن من قبل، وأخذوا يتغنون بفضل الديمقراطية على العالم، لا الديمقراطية المحلية الخاصة، ويتغنون بالدين وبارادة الله في الحق والعدل الإنساني الشامل، لكنهم مع ذلك لايتحدثون عن هذه الديمقراطية الشاملة، ولا يذكرون الله وأوامره ونواهيه