/ صفحة 364/
وأملاكها الشاسعة التي يعرفها التاريخ خير شاهد على ذلك، وكانت هناك طبقات طبقة الشرفاء وطبقة الشعب وغيرهما، وكانت الامم المفتوحة تعامل في حقوقها وحريتها على غير ما يعامل به الرومان أنفسهم.
كل هذا حدث في بلاد الرومان على أطوار مختلفة، وفي تواريخ مختلفة، إلى أن غزالها أعداؤها بعد أن انقسمت شطرين: شطر عاصمته روما، وآخر عاصمته بيزنطة أو القسطنطينية فأصبحتا امبراطوريتين مختلفتين، الامبراطورية الغربية، والامبراطورية الشرقية.
ثم استمر انحلالها وأغار عليها المغيرون حتى تدهورت وتلاشت.
وكان الزمن الذي ازدهر فيه نظام الحكم في الامبراطورية الرومانية يجعل نظام جمهوريتها قائماً على سلطات ثلاث: سلطة القناصل، وسلطة مجلس الشيوخ المكون من الاشراف ثم نواب الشعب، ويلوح لنا أن الرومان جمعوا بهذا بين سلطة الفرد (الاوتوقراطية) وسلطة الاخيار الذين هم الاشراف أو النبلاء (الارستقراطية) وسلطة نواب الشعب (الديمقراطية) واعتبروا أن في ضم هذه القوى الثلاث توازناً بين السلطات حتى لاتنفرد احداها بالحكم فتطغى.
وهذه الفكرة وهي جمع سلطة الفرد والاخيار والشعب حبذها أرسطو من قبل واتفق رأيه فيها مع رأى أفلاطون.
***
انقلاب النظم في الغرب:
بعد هذه السنين الطوال من حكم اليونان وحكم الرومان، أتى على الامم الاوربية حين من الدهر اشتدت فيه المظالم، وعمت الفوضى والمفاسد، وتتابع الغاصبون والفاتحون، وقاست الشعوب ما قاست من أهوال الاستبداد، وكان كل من قدر على بلد اجتاحه وسخر أهليه لمطامعه وشهواته.
فكانت الاقطاعات، وكان الملوك وأشباه الملوك، وكان الامراء، فكانت