/ صفحة 357/
ما يأمر به هذا النداء هو ملاك الأمر كله:
أما هذا النداء فانه يتعلق بملاك الأمر كله، وأساس الامتثال فى جميع النداءات، بل فى جميع الاوامر والنواهى، وهو تقوى الله وابتغاء الوسيلة إليه، والجهاد فى سبيله.
تذييل الاوامر القرآنية بالامر بالتقوى:
هذا إلى أننا إذا نظرنانظرة عامة فى سائر الاوامر والنواهى الواردة فى كتاب الله لوجدناها جميعاً أو جلها يوضع الأمر فيها ((بالتقوى)) تمهيداً أو تذييلاً لها.
وما عليك فى هذا سوى أن تستعرض آيات النداء للمؤمنين، وكذا آيات الاوامر والنواهى المجردة عن النداء، فترى ما قلناه من التمهيد أو التذييل بطلب التقوى قدراً مشتركاً فى أكثرها، فآية البر تختم بقوله ((أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون)) ، وآية الوصية تختم بوقوله ((حقاً على المتقين)) . وآية الصوم تختم بقوله ((لعلكم تتقون)) وآية الاهلة تختم بقوله ((و اتقوا الله لعلكم تفلحون)) وآية القتال فى الشهر الحرام تختم
بقوله ((و اتقوا الله واعلموا أن الله مع المتقين)) .
وآية الحج تختم بقوله ((و اتقوا الله واعلموا أن الله شديد العقاب)) وبقوله ((فإن خير الزاد التقوى واتقونى يأولى الالباب)) . وآيات الطلاق تختم بقوله ((و اتقوا الله واعلموا أن الله بكل شيء عليم)) . وآيات الرضاع تختم بقوله ((و اتقوالله واعلموا أن الله بما تعملون بصير)) . وآية المتعة للمطلقات تختم بقوله ((حقاً على المتقين)) . وآية الربا تمهد بقوله ((يأيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقى من الربا)) .
وبعد: فهذه جولة فى سورة البقرة فقط، تريك كيف اتخذ الأمر بالتقوى تذييلا لهذه التشريعات، وعليك باستقراء ما تستطيع أن تستقرئه من هذه الناحية لتصل إلى الشق الاخر، وهو شق التذييل فى الاوامر بطلب التقوى، فيستقر فى نفسك ما قلنا فى شأن التقوى من جهة التمهيد والتذييل للاوامر والتشريعات.
ما يدل عليه ذلك من المعنى المقصود للتقوى:
وإذا دل هذا على شيء، فأول ما يدل عليه أن التقوى ليست كما اشتهر عبارة