/ صفحة 352/
وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس، وليعلم الله من ينصره ورسله بالغيب ان الله قوى عزيز.)) (1)
فليس امام المؤمن فى تقرير الحق، أو الحكم به قرابة، ولا ولاء، ولا مال، ولا جاه، ولا فقر ولا غنى، ولا قوة ولا ضعف، فصاحب الحق هو القريب وان كان بعيداً، والغنى وان كان فقيراً، والقوى وان كان ضعيفاً ((يأيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والاقربين ان يكن غنياً أو فقيراً فالله أولى بهما فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا وأن تلووا أو تعرضوا فإن الله كان بما تعملون خبيراً)) (2)
ولعلنا ندرك من هذه الايات أن العدل قد سمت به التعاليم الالهية عن مواطن التأثر بعواطف الابوة والبنوة، ووضع بازائه ((الحديد)) للاشارة إلى أنه مطلوب من العباد، ويجب أن يسلكوا سبيله مهما كلفهم من جهود وتضحيات ولو باستعمال الحديد والنار.
العدل مع الصديق والعدو:
وثالثها: لم تقف الآية فى العدل عند طلب الشهادة به، بل أكدت هذا بالنهى عن الظلم ولو للاعداء، وحذرت أن تحمل العداوة والبغض على الظلم، والتساهل فى العدل، ولم تكتف بهذا، بل عادت فأمرت به ((اعدلوا هو أقرب للتقوى)) .
اجمال مواطن الأمر بالعدل فى القرآن:
وقد كثرت أوامر الله فى القيام بالعدل، فأمر به عاماً وخاصاً، أمر به مع المخالفين فى الدين، وأمر به فى الحكم والقضاء، وأمر به بين الاولاد والزوجات وأمر به فى النفس، وآيات ذلك كثيرة شهيرة، فليرجع إليها وليتتبعهافى القرآن من شاء.
ــــــــــ
(1) سورة الحديد، 25.
(2) سورة النساء، 135.