/ صفحة 296/
قال: أستقبح الغلو فى كل شيء وفى كل الاحوال بقدر ما أستحسن الاعتدال فأنت قد تبالغ فى التحسين أو التزوير الكلامى حتى لينقلب هو غاية يستخفى وراءها مقصدك أو معنى كلامك، انك إذ تسمع:
طرقت الباب حتى كل متنى *** فلما كل متنى كلمتنى
فقالت لى أيا اسماعيل صبراً *** فقلت لها أيا اسماعيل صبرى
لا ترثى لحال هذا الطارق المثابر حتى كلال الظهر أو قصمه ولا يعنيك من شعره كما لم يعنه هو نفسه فيما يبدو الا (الجناس) وان ((أيا اسماعيل صبرى)) لطيفة إذ توارى إسم الشاعر.
ألم تسمع بعض المحدثين يصور الظلام أو النور...
قلت: لقد قرأت بعض ما كتب (بييرلوتى) عن الظلام... إنهالصحف طويلة تعطيك صورة ناطقة لحياة رجل البحر وهو يكافح الموج فى دجى الليل البهيم، كما قرأت له وصفا للنور يجعلك تراه رأى العين.
قال: ((الله نور السموات والأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح فى زجاجة الزجاجة كأنها كوكب درى يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضىء ولو لم تمسسه نار نور على نور يهدى الله لنوره من يشاء)) .
ألا ليقل (بييرلوتى) أو غيره غربياً كان أو شرقياً، ليقولوا فى النور ما وسعهم القول فم أحسب ((الصورة النورية)) التى تنتظمها الآية الكريمة الا مثلا أعلى لن يدنو منه على قلة ألفاظه نور آخر مهما طالت الصحف التى تحتويه.
وأما عن الظلام والموج فحسب العالمين هذا البيان المبين ((أو كظلمات فى بحر لجى يغشاه موج من فوقه موج من فوقه سحاب ظلمات بعضها فوق بعض إذا أخرج يده لم يكد يراها ومن لم يجعل الله له نوراً فما له من نور)) .
قلت: ما أظن من المستساغ أن نوازن بين كلام الناس وكلام رب الناس.
قال: صدقت وسقط فى يد شيخك مرة ثانية فى جلسة واحدة... أترانى