/ صفحة 397/
مضطرا إلى أن أعفيك من ثرثرتى، وأرغب إليك فى أن تنصرف عنى وقد بلغت من لدنى عذراً.
قلت: إذا سلمت أنها سقطة أو سقط فى يدكم على حد تعبيركم فانى ما أعذرت ولا يحق لى أن أقول بلغت من لدنكم عذراً الا فى الثالثة فكذلك كان شأن موسى (عليه السلام) مع صاحبه ((قال له موسى هل اتبعك على أن تعلمني مما علمت رشداً. قال انك لن تستطيع معى صبراً، وكيف تصبر على ما لم تحط به خبراً، قال ستجدنى ان شاء الله صابراً ولا أعصى لك أمراً، قال فإن اتبعتنى فلا تسألنى عن شيء حتى أحدث لك منه ذكرا. فانطلقا حتى إذا ركبا فى السفينة خرقها، قال أخرقتها لتغرق أهلها، لقد جئت شيئاً امراً. قال ألم أقل انك لن تستطيع معى صبراً، قال لاتؤاخذنى بما نسبت ولا ترهقني من أمرى عسراً. فانطلقا حتى إذا لقيا غلاما فقتله. قال أقتلت نفساً زكية بغير نفس، لقد جئت شيئاً نكرا. قال ألم أقل لك انك لن تستطيع معى صبرا قال ان سألتك عن شيء بعدها فلا تصاحبنى قد بلغت من لدنى عذرا. فانطلقا حتى إذا أتيا أهل قرية استطعما أهلها فأبوا أن يضيفوهما فوجدا فيها جداراً يريد أن ينقض فأقامه، قال لو شئت لاتخذت عليه أجراً. قال هذا فراق بينى وبينك سأنبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبراً.
قال: ((أما السفينة فكانت لمساكين يعملون فى البحر فأردت أن أعيبها وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصباً. وأما الغلام فكان أبواه مؤمنين فخشينا أن يرهقهما طغيانا وكفرا. فأردنا أن يبدلهما ربهما خيراً منه زكاة وأقرب رحماً وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين فى المدينة وكان تحته كنز لهما وكان أبوهما صالحاً، فأراد ربك أن يبلغا أشدهما ويستخرجا كنزهما رحمة من ربك وما فعلته عن أمرى ذلك تأويل ما لم تسطع عليه صبراً)) .
قلت: الشاهد فى الايات الاولى حيث لا يعترف كليم الله بأن صاحبه قد بلغ من لدنه عذراً الا فى الثالثة ففيم تلاوة ما بعدها؟
قال: لقد كنت موشكاً أن تسمعنى صحفاً طويلة كتبها (بيير لوتى)فى النور