/ صفحة 294/
حتى مجتمعاً شرف بخاتم الانبياء والمرسلين محمد عليه صلوات الله والملائكة والناس أجمعين.
قلت: هذا معلوم ففيم اخبارى خبره؟
قال: فيم اذن دعاؤك الله أن يحفظ مجتمعكم من النفاق ما دمت تعلمه ضرورة اجتماعية، أتتطلب المستحيل؟ أو تتعلق ارادة الله به؟ أم تنزع إلى لغو القول؟
قلت: ولم لا يكون كلامى على حذف مضاف بتقدير; ليحفظ الله مجتمعنا من شر النفاق، وإذا صح اعتراضكم ولم يسلم تعبيرى فانه يمتنع أن أقول: ((حفظنا الله من الشيطان الرجيم)) فإن ابليس من المنظرين إلى يوم الوقت المعلوم، أفليست هذه تساوى: وقى الله مجتمعنا من المنافقين؟ ان الوقاية منهم لاتستلزم القضاء عليهم، قال صدقت وها أنت ذا (تشيخ) أي تصبح شيخاً لشيخك.
قلت: ما إلى هذا قصدت، وإذا عدنا إلى موضوعنا فانى لست أدرى; ما العلاقة بين أنتج ونافق؟ لقد كنا فى وضع كلمة انتاج ونقلها من معناها القديم إلى معانيها المستحدثة، قال; فكذلك النفاق نقله القرآن المبين، فعبر به عن معان لم تلحظ فى أصل الوضع فما قالت العرب فى جاهليتها الاولى (نافق) الا لليربوع إذا أخذ فى (النافقاء) وهى جحره المكتوم يلجأ إليه إذا أحيط به أو ظن أنه قد أحيط به. والمنافق فى لغة القرآن هو الذي يكتم الكفر ويظهر الايمان، فهو ضريب اليربوع حذوك النعل بالنعل، لقد نقلت الكلمة، بل غلب طارفها على تليدها، فما أظن ذهنك متجها إلى اليربوع وجحره إذا طرق أذنك (نافق) بل إلى أولئك الذين يسترون الكفر ويظهرون الايمان.
قلت: ((ما فرطنا فى الكتاب من شيء)) . وتالله ما فكرت فى تفصيل الا وجدته أو مجمله أو أصله فى الايات البينات. وان اللغة مادامت حية لمتطورة والا فهى ميتة.
قال: ولقد وضع لنا الخلاق العظيم الرواسم التى يجب أن تلتزمها لغة القرآن فى تطورها.
قلت: معنى هذا أن من حق المجمع اللغوى أن يضع ألفاظا جديدة لما يجد من المعانى.