/ صفحة 293/
الغيوب، وإذا صح أن أصحاب اللغة نقلوا كل شيء، وأن العرب لم تستعمل كلمة انتاج كما استعملها أصحاب المنطق ورجال المال والاعمال، فإن لغتنا العربية تتقبلها قبولا حسنا. وإذا لم تكن هكذا استعملت فى أصل الوضع فلا أقل من أنها تعربت غير دخيلة ما دمنا نعرف أباها أو قل أمها.
قلت: إذا كانوا قد عرفوا نتج وكل مشتقاتها ومزيداتها فلغير المعانى التى تنصب فى أذهاننا حين نسمع لفظ (انتاج) وإذا قبلتم هذه المعانى (لغة) فأنتم اذن تؤمنون بتطور اللغة أليس كذلك؟ قال هو كذلك فأنا أؤمن بتطور اللغة العربية فى الحدود التى شرعها الله، وإنها لاوسع من الاشتقاق والنحت وما اليهما; اقرأ كتاب الله عزوجل تجد فيه حروفا لم تضعها العرب، وأخرى وضعتها لمعان أخر غير التى يقصد إليها القرآن.
قلت: هلا ضربتم لنا مثلا أحد تلك الالفاظ التى عرفت العرب مبناها وان لم تعرف ما أحدثه القرآن فى معناها؟
قال: أضرب لك مثلا (النفاق) والعياذ بالله.
قلت: فليحفظ الله سبحانه وتعالى مجتمعنا من النفاق والمنافقين.
قال: ((لئن لم ينته المنافقون والذين فى قلوبهم مرض والمرجفون فى المدينة لنغرينك بهم ثم لايجاورونك فيها الا قليلا ملعونين أينما ثقفوا أخذوا وقتلوا تقتيلا)) .
((إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد انك لرسول الله والله يعلم انك لرسوله والله يشهد ان المنافقين لكاذبون)) .
((و ممن حولكم من الاعراب منافقون، ومن أهل المدينة مردوا على النفاق))
قلت: حسبى فأنا أعلم أن أحاديث القرآن عن النفاق والمنافقين كثيرة، فما محل لشاهد؟
قال: محله أن الخالق الحكيم لم يحفظ مجتمعاً كائنا ما كان من وجود النفاق