/ صفحة 292/
أيخيفك غريب الشماخ؟ فإن ((لتلميذ والبة)) غريبا، أم ينفرك أخو غطفان بما يطرق من معان لا تعنينا الآن؟ فإن لصاحب ((جنان)) مقاصد لايتيممها الا ملتو عدل عن الصراط المستقيم صراط الطبع السليم.
قلت: ان للشعر لجمالا فنيا بغض النظر عن معانيه ومراميه. فإذا أعجبت بالناحية الفنية فى مقول أبي نواس فليس مؤدى هذا أنى أقر القواعد السلوكية التى رسمها.
قال: وهل عدمت ما تسميه الجمال الفنى فى شعر الشماخ؟
قلت لم أنشده فأقول عدمته أو وجدته... والظاهر أنه لا ملجأ لى من الشماخ الا إليه. فلنترك الجمال الفنى إلى البحث اللغوى: لقد خبرنا الشماخ خبر (ملقح من عود مرخ ومنتج) ومتى صح إسم المفعول من مادة فقد صح إسم الفاعل.
أفتقول اذن: انتج انتاجا فهو منتج بكسر التاء؟
ان أصحاب اللغة لا يعملون القاعدة العامة إذا صرفوا نتج. فهم يقولون مثلا: (نتجت الناقة كعنى نتاجا وانتجت وقد نتجها أهلها، وانتجت الفرس حان نتاجها فهى نتوج لا منتج، والمنتج كمجلس الوقت الذي تنتج فيه، وغنمى نتائج أي فى سن واحدة، وأنتجت الناقة ذهبت على وجهها فولدت حيث لايعرف موضعها، ونتجت تزخرت ليخرج ولدها وأنتجوا أي عندهم أبل عوامل).
قال المحقق، ان أصحاب المنطق صرفوا نتج تصريفا لم يروه أصحاب اللغة، وهم يجرون القاعدة الا أن يقف فى سبيلها النقل فلك أن تتساءل، أتراهم أحصوا فلم يفتهم شيء؟
المؤكد أنه فاتتهم أشياء أضف إليها النسيان والاهمال والوهم والتصحيف والتحريف وغيرها، حتى لقد زعم بعضهم أن لغة (الاضداد) لا تمت بسبب إلى الحقيقة، اللهم الا حقيقة أن أصحاب اللغة يخطئون فهل فاتهم أن ينقلوا مشتقات (نتج) كاملة، وهل أصاب أصحاب المنطق حين توسعوا فى (النتيجة) ونتج وأنتج مع ما يعنون من المعانى بهذه الالفاظ؟ من يدرى؟ فعلم ذلك عند علام