/ صفحة 251/
الفعالة، وهي سلطة الشعب المباشرة على حكامه ومراقبتهم مراقبة تامة، وبعبارة أخرى هي أن الأُمة مصدر السلطات دون احتياج إلى وسيط اسمه نائب أو برلمان فالبرلمان هو الشعب، واختيار الحكام المباشر يصدر عن الشعب، وذلك هو أصل الديمقراطية.
وكلمة ديمقواطية مكونة من لفظين ممتزجين ((ديموس)) ومعناها ((أمة)) و((كراتوس)) ومعناها ((سلطة)) وهذا هو الذي نعبر عنه الآن بكلمات: ((الأُمة مصدر السلطات)) .
* * *
ثم تزايد السكان واتسعت المدائن، واتصل بعضها ببعض، وكثرت الاعمال وارد هرت الصناعة والزراعة والتجارة والملاحة، فأصبح من العسير أن يجتمع الراشدون كلهم في سعيد واحد، وكان هذا كله سيبا في التكار طريقة انتخاب أخرى، هي أن يقوم الشعب بانتخاب وكلاء عنه، يمضون أوقاتهم في خدمته والتحدث عنه في مصالحه، وهؤلاء الوكلاء هم الذين نعبر عنهم الآن بالنواب، لهم برلمانهم، وهم الذين يكون تحت مراقبتهم وبرأيهم، اختيار رجال السلطة التنفيذية الذين يقومون بحكم البلاد من ادارة وأمن وقضاء وغير ذلك، وهؤلاء النواب هم الذين يراقبون سير الحكم، ويراقبون طريقة انفاق أموال الأُمة فيما يفيد الأُمة.
* * *
ان قيام هذا النوع من الحكم لم يمنع قيام أعمال أخرى في تلك البلاد - لم يمنع انهيار الديموقراطية وقيام الاستبداد وحكم الفرد أو الملوك، كما لم يمنع الانقلابات والاضطرابات جيلا أو أجيالا، شأن البشر في أطماعهم وشرههم، وتطلعهم إلى المجد الكاذب أو الثراء أو القوة، أو غير ذلك مما يساور عقول البشر في كل وقت وحين.
إنّما الذي لاشك فيه، هو أن مدينة ((أثينا)) كانت في أوقات عدة مثال الديمقراطية، وكان فيها رجال عظماء أفوياء، أخص منهم بالذكر المشرع الكبير