/ صفحة 243/
في تفسيرها خمسة وعشرين تفسيرا فلم أجد فيها غناء، ولا رأيت قولا فيها يسلم من التكلف، ثم رجعت إلى المصحف وحده، فوجدت المعنى واضحاً جلياً، فالقرآن أفصح الكلام وابلغه واظهره، وهو لا يحتاج عند من يعرف العربية: مفرداتها وأساليبها إلى تكلفات فنون النحو وغيره من فنون اللغة عند حافظى أحكامها من الكتب مع عدم تحصيل ملكة البلاغة. ثم قال الشيخ رشيد إلى آخر ما أطال به في الانكار على المفسرين الذين عدوا الآية مشكلة لانها لم تنطبق على مذاهبهم انطباقا ظاهرا سالما من الركاكة وضعف التأليف. ثم قال الشيخ رشيد: وإذا كان رحمه الله راجع خسمة وعشرين تفسيرا رجاء أن يجد فيها قولا لا تكلف فيه، فأنا لم أراجع عند كتابة تفسيسرها الا روح المعانى، وهو آخر التفاسير المتداولة تأليفا، وصاحبه واسع الاطلاع، فإذا به يقول: ((الآية من معضلات القرآن، ولعلها بعد تحتاج إلى نظر دقيق)) . قال الشيخ رشيد: وو الله ان الآية ليست معضلة ولا مشكلة، وليس في القرآن معضلات الا عند المفتونين بالروايات والاصطلاحات وعند من اتخذوا المذاهب المحدثة بعد القرآن أصولا للدين يعرضون القرآن عليها عرضا، فإذا وافقها بغير تكلف، أو بتكلف قليل فرحوا، والا عدوها من المشكلات والمعضلات، على أن القاعدة القطعية المعروفة عمن أنزل عليه القرآن صلى الله عليه وسلم، وعن خلفائه الراشدين رضي الله عنهم، أن القرآن هو الاصل الأول لهذا الدين، وأن حكم الله يلتمس فيه أولا، فإن وجد فيه فمنه يؤخذ وعليه يعول، ولا يحتاج معه إلى مأخذ آخر، وان لم يوجد التمس من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، على هذا أقر النبي معاذا حين أرسله إلى اليمن، وبهذا كان يتواصى الخلفاء والائمة من الصحابة والتابعين)) .
أما الجمهور فقد قالوا: ان المذاهب المعروفة عندنا لاتبيح التيمم للمسافر الا عند فقد الماء، ولايمكن أن يعقل ذلك من أرباب المذاهب كلها الا إذا كان لديهم أصل لذلك الحكم يجعلهم يقفون أمام الآية هذا الموقف الذي وقفوه، وكانت به في نظرهم من المشكلات المعضلات، ولكن أي أصل هذا الذي يقف أمامهم قبل القرآن ويجعلونه حكما على القرآن؟ قالوا: ان الاحاديث والروايات التى: