/ صفحة 22/
يسلكون، عنى النداء بالنص على أشياء خاصة كانت موضع انتهاك القوم لها وقت التنزيل، وربما كان لا حلالها في نفوس البعض ما يبرره، فحذر بوجه خاص من احلالها.
الشهر الحرام:
ومن ذلك ((الشهر الحرام)) والمراد به الجنس، فيشمل الأشهر الأربعة المذكورة في قوله تعالى من سورة المائدة: ((انَّ عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السموات والأرض، منها أربعة حرم، ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم)) وقوله: ((إنّما النسىء زيادة في الكفر يضل به الذين كفروا يحلونه عاماً ويحرمونه عاماً ليواطئوا عدة ما حرم الله فيحلوا ما حرم الله، زُين لهم سوء أعمالهم والله لايهدى القوم الكافرين)) .
الهدْى:
ومن ذلك ((الهدْى)) وهو ما يُهدى إلى بيت الله من الأنعام للتوسعة على عبادالله العاكفين فيه والبادين.
القلائد:
ومنه ((القلائد)) وهى ما يوضع على الهدى اشعاراً بأنه هدْى إلى الله وقربان.
قاصدو البيت الحرام:
ومنه ما أشار إليه بقوله ((و لا آمّين البيت الحرام)) وهم الذين يقصدون البيت يبتغون فضلا من ربهم ورضوانا.
واحلال الأشهر الحرم، يكون باستباحة الاماء والقتال وارتكاب المظالم فيها. واحلالُ الهدى، حبسه عن أن يبلغ محله، وهو بيت الله الحرام أو ذبحه قهراً عن أصحابه. واحلال القلائد، يكون بانتزاعها من الهدْى فيجهل الناس أنه هدْى، ويتعرضون له بالغصب أو النهب. واحلال قاصدى البيت، التعرض لهم بسوء، وهم لا يريدون السوء بأحد، وإنّما يريدون فضل الله ورضوانه، فهم اذن ضيوف الله وفي جواره فلا يقاتلون، ولا يساءون، ولا يُعنف عليهم