/ صفحة 21/
يتضمن هذا النداء الثانى ـ تشريعاً كلياً، يقرر المحافظة على الشخصية الدينيه لجماعة المسلمين وتشريعاً جزئيا ينص على وجوب الاحتفاظ بأشياء معينة تتصل بما قدس الله من المكان والزمان.
المحافظة على الشخصية الدينية للمسلمين بايجاب التمسك بالشعائر:
وفي الكلى يقول ((لا تحلوا شعائر الله)) : شعائر الله هي ما نصبه الله عنوانا على هديه، وهى عند التحقيق ترجع إلى مظاهر ما فرض الله من فرائض، وحدّ من حدود، وشرع من تشريع، وهو بعمومه يشمل في جانب الفعل: الفرض، والمسنون، والمندوب. وفي جانب الترك: المحرم، والمكروه، وما لا ينبغى.
واحلالها، انتها كها، وتركها واهمالها في ما طلب فعله. وفعلها واظهارها واشاعتها بين الناس فيما طلب تركه. ومن هنا يتبين أن الشخصية الدينيه تتكون من عنصرين: فعلِ مطلوب، وتركِ منهى عنه، فإذا اجتمعا كملت الشخصية الدينية، وإذا عدما أو عدم أحدهما عدمت الشخصية الدينية للجماعة وحرمت مكانة السمو التي تحظى بها ذات الشخصية الكاملة. ((أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم الا خزى في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب وما الله بغافل عما تعملون)) .
فالأذان، وصلاة الجماعة في الأوقات الخمس، وصلاة الجمعة في كل أسبوع، وصلاة العيدين في كل عام، وأداء الحج في العمر، وزكاة المال، والزروع في وقتها، كل ذلك ونحوه من العناصر الايجابية للشخصية الدينية.
والابتعاد عن شرب الخمر، وأكل الخنزير، والاتجاربها، وغلق أبواب اللهو والفسوق، وبيوت الدعارة، والقمار، ومنع خروج المرأة متزينة، متعطرة، عارية كاسية، من العناصر السلبية للشخصية الدينة، ووجودها هدم لهذه الشخصية.
تقديس ما قدسه الله:
وبعد أن ركز هذا النداء في نفوس المؤمنين وجوب المحافظة على شخصيتهم التي بها يعرفون وعن غيرهم يتميزون، ويتضح للناس مسلكهم وصراطهم الذين