/ صفحة 205/
التي تهيمن عليها الدول الاوروبية والامريكة، وفي مراكز كثيرة ولدى شخصيات لاتجوز الاشارة إليها، الأمر الذي يرجع الفضل فيه اليكم أولا، والى ضروب كثيرة من التعاون بارعة باهرة النتائج، وهي من أخطر ما عرف البشر في حياة الإنسانية كله، انكم أعددتم بوسائلكم جميع العقول في الممالك الإسلامية إلى قبول السير في الطريق الذي مهدتم له كل التمهيد.
انكم أعددتم نشئاً لايعرف الصلة بالله ولا يريد أن يعرفها، وأخرجتم المسلم من الإسلام ولم تدخلوه في المسيحية، وبالتالى جاء النشء الإسلامي طبقاً لما أراده له الاستعمار المسيحى لايهتم بالعظائم، ويحب الراحة والكسل، ولا يصرف همه في دنياه الا إلى الشهوات، فإذا تعلم فللشهوات، وإذا جمع المال فللشهوات، وان تبوأ أسمى المراكز ففى سبيل الشهوات يجود بكل شيء.
ان مهمتكم تمت على أكمل الوجوه وانتهيتم إلى خير النتائج، وباركتكم المسيحية، ورضى عنكم الاستعمار، فاستمروا في أداء رسالتكم فقد أصبحتم بفضل جهادكم المبارك موضع بركات الرب)) .
وبذلك انتهى المؤتمر إلى قرار الاستمرار في خطته بالوسائل القديمة وبوسائل جديدة، ونشأت الحالة التي صار إليها أبناء الامم الإسلامية نتيجة برامج المبشرين، وهذا هو السر الحقيقى في أن العلم في بلاد المسلمين أخفق وأصبحت معظم طبقات المتعلمين حرباً على الإسلام نفسه.
وانك إذا تأملت عند وقوع الكوارث الكبرى في العالم الإسلامي رأيت أنها وقعت بأيدى المسلمين، ومن ورائهم الاستعمار المسيحى يوجههم الوجهة التي يريدها، والامثلة على هذا كثيرة تفوق الحصر، وآخرها نكبة فلسطين الكبرى، وهي المأساة التي لم يرو التاريخ لها مثيلا، فإن الذين مثلوا أدوارها نخبة من أرقى المتعلمين في الممالك العربية السبع.
فقد انتهوا فيها بارشاد المستعمرين وتهديدهم إلى ما يريد الاستعمار المسيحى