/ صفحة 204/
وماكاد المؤتمر يصل إلى هذه النتيجة ويعلنها ويقرر على ضوئها مصير هذه الجهود التبشيرية، حتى وقف الرئيس القس زويمر - وهو الذي كان رئيس المبشرين في القطر المصرى ووزع في الازهر يومئذ رسالة يخطىء فيها المسلمين لا تجاههم في صلواتهم إلى الكعبة المعظمة، ويصححه بضرورة الاتجاه إلى بيت المقدس -
وقف القس زويمر فقال ما خلاصته -
أيها الاخوان الابطال، والزملاء الذين كتب الله لهم الجهاد في سبيل المسيحية واستعمارها لبلاد الإسلام، فأحاطتهم عناية الرب بالتوفيق الجليل المقدس. لقد أديتم الرسالة التي نيطت بكم أحسن الاداء، ووقفتم لها أسمى توفيق. وان كان يخيل إلى أنه مع اتمامكم العمل على أكمل الوجوه لم يفطن بعضكم إلى الغاية الاساسية منه.
انى أقركم على أن الذين أدخلوامن المسلمين في حظيرة المسيحية لم يكونوا مسلمين حقيقيين، لقد كانوا كما قلتم أحد ثلاثة: اما صغير لم يكن له من أهله من يعرفه ما هو الإسلام، أو رجل مستخف بالاديان لا يبغى غير الحصول على قوته، وقد اشتد به الفقر وعزت عليه لقمة العيش، أو آخر يبغى الوصول إلى غاية من الغايات الشخصية، ولكن مهمة التبشير التي ندبتكم دول المسيحية للقيام بها في البلاد المحمدية ليست هي ادخال المسلمين في المسيحية، فإن في هذا هداية لهم وتكريماً، وإنّما مهمتكم أن تخرجوا المسلم من الإسلام ليصبح مخلوقاً لا صلة له بالله، وبالتالى لا صلة تربطه بالاخلاق التي تعتمد عليها الامم في حياتها، وبذلك تكونون أنتم بعملكم هذا طليعة الفتح الاستعمارى في الممالك الإسلامية، وهذا ما قمتم به في خلال الاعوام المائة السالفة خير قيام، وهذا ما أهنئكم عليه، وتهنئكم دول المسيحية والمسيحيون جميعاً من أجله كل التهنئة، لقد قبضنا أيها الاخوان في هذه الحقبة من الدهر من ثلث القرن التاسع عشر إلى يومنا هذا على جميع برامج التعليم في الممالك الإسلامية المستقلة، أو التي تخضع لنفوذ المسيحية أو التي يحكمها المسيحيون حكماً مباشراً، ونشرنا في تلك الربوع مكامن التبشير المسيحى في الكنائس والجمعيات وفي المدارس المسيحية الكثيرة