/ صفحة 193/
والذي يحدد اتجاه القبلة فيه مدخله فقط وأكبر الظن أيضاً أن جامع أبي دلف بسامراً لم يكن له أي محراب.
وبعض الجوامع لها عدة محاريب كالجامع الطولونى، فإن له ستة محاريب، ويبدوا لى أن الدافع إلى هذه التعدد، هو تعدد المذاهب، ويعزز هذا الرأي ما أثبته ابن كثير في كتابه: ((البداية والنهاية)) من أن الصاحب تقى الدين بن مراجل ناظر الجامع الاموى بدمشق عمل فيه محرابين: للحنفية والحنابلة (سنة 764 هـ)
فالمحاريب معتبرة موطناً من مواطن الابداع في الفن، ومجالا للتفنن في صور الجمال الزخرفي فقد كان مثلا في تجويف المحراب الكبير في الجامع الطولونى كسوة من ألواح من الرخام الملون فوقها نطاق من الفسيفساء المذهبه.
وفي سنة (438 هـ) أمر الخليفة المستنصر بالله بعمل منطقة من الفضة في صدر المحراب الكبير في جامع عمرو، وجعل لعموديه أطواقاً من فضة.
وفي سنة (442 هـ) عملت للامام في جامع عمرو في زمن الصيف مقصورة خشبية ومحراب من خشب الساج منقوش بعمودين من الصندل، على أن ترفع هذه المقصورة في الشتاء، إذا صلى الامام في المقصورة الكبيرة كما ذكر المقريزى في خططه.
وفي سنة (519 هـ) أمر الخليفة الأمر بأحكام الله أن يعمل للجامع الازهر محراب من الخشب فعمل، وهو محراب مزخرف بالنقوش بطرفيه عمودان رشيقان، وعظمه من خشب (قرو) تركى، وتجويفه من قلق، وتواشيحه من خشب جميز، والحشوات من خشب نبق، ويعلوه لوح مكتوب فيه بالخط الكوفي
((بسم الله الرحمن الرحيم)) : حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين)) . ((ان الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً موقوتا)) .
ثم أدخلت في عمارة المساجد المقصورة لتحجب الامام عن بقية المصلين وأول من اتخذها هو عثمان بن عفان رضي الله عنه في مسجد المدينة حيث بني حول