/ صفحة 191/
من أثل بدرجتين ومجلس، ثم رفعه معاوية في خلافتة، وجعل له ست درجات.
روى البخارى عن جابر بن عبدالله أن امرأة من الانصار قالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله ألا أجعل لك شيئاً تقعد عليه فإن لى غلاما نجارا؟
قال ان شئت، فعملت له المنبر، فلما كان يوم الجمعة فعد النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر الذي صنع له.
وفي المقدمات لابن رشد: ((في سنة سبع اتخذ النبي صلى الله عليه وسلم المنبر وقيل في سنة ثمان)) .
والمنبر الحالى من تجديد السلطان عبد المجيد، وهو من الرخام المحلى بالذهب، ولما كان زمن الوليد بن عبدالملك أرسل إلى عامله على المدينة: عمر بن عبدالعزيز بأمره بتجديد المسجد والزيادة فيه، فبناه بالحجر، وبلطه بالرخام، وطلى سقفه بالذهب، وحلى جدره بالفسيفساء، وجعل أساطينه من الحجارة والمرمر، واتخذ له محراباً ولم يكن له محراب من قبل، وهو أول محراب مجوف بني في الإسلام، والثانى بني في جامع عمرو بالفسطاط بناه قرة بن شريك العبسى والى مصر بأمر الخليفة الوليد بن عبدالملك، كما وضع به منبراً خشبيا (سنة 94 هـ)
وعلى ذكر المحاريب نقول:
ان المحاريب لتحديد الاتجاه شطر المسجد الحرام لم تكن معروفة في أول الإسلام، وكان المقصود باللفظ قصراً أو جزءاً من قصر، أو مكان النساء في البيت أو طاقة فيها تمثال، وهناك على هذه الاستعمالات شواهد عدة، جاء في لسان العرب:
المحراب صدر البيت، وأكرم موضع فيه، والجمع المحاريب، وهو أيضاً الغرفة، والمحراب عند العامة الذي يقيمه الناس اليوم مقام الامام في المسجد، وقال الزجاج في قوله تعالى: ((و هل أتاك نبأ الخصم إذ تسوّروا المحراب)) قال: المحراب أرفع بيت في الدار، وأرفع مكان في المسجد، قال والمحراب ههنا كالغرفة.
والمحاريب صدور المجالس، ومنه سمى محراب المسجد، ومحاريب بني اسرائيل مساجدهم التي كانوا يجلسون فيها، وفي التهذيب التي يجتمعون فيها للصلاة،